البشر خبراء في مساعدة أنواع الأسماك على الإنتقال من موطنهم الأصلي إلى مناطق جديدة والذين يطلق عليهم في هذه الحالة الأسماك الغازية، وفي بعض الأحيان، يناسب الموئل الجديد أنواع الأسماك الغازية بشكل جيد بحيث تكون النتائج كارثية بالنسبة للأنواع المحلية، وهذا صحيح على الأرض وكذلك في الماء.
ولقد تغيرت النظم الإيكولوجية في جميع أنحاء العالم تغيرا جذريا حيث تحولت أنواع الأسماك حولها، سواء كان ذلك لمخزون الصيد التجاري أو تجارة أحواض الأحياء المائية، وعندما يتم السماح للأسماك بالفرار أو الهروب، عادة ما يتبع ذلك سلسلة من التغييرات، التي تتسبب في بعض الأحيان في إزالة الغابات بشكل كبير، أو إضطرابات في الإقتصاد أو إنخفاض الأنواع التي تعيش فوق الماء، وهذه الأنواع بعض منها ودودة وقابلة للتكيف، ومعظم هذه الأنواع مدمرة لدرجة أنها مدرجة في قاعدة بيانات أنواع الأسماك الغازية العالمية من بين 100 نوع من الأنواع الغريبة الغازية في العالم.
1- سمك السلور المتجول :
سمك السلور المتجول هو نوع غير عادي، وموطنه الأصلي في جنوب شرق آسيا، وهو قادر على المشي على اليابسة باستخدام زعانفه وذيله الذي يأرجحه في طريقه من بركة إلى أخرى، ولديه شهية دسمة وقائمة متنوعة، تتراوح من الأسماك الصغيرة إلى الرخويات إلى الأعشاب المائية والمواد النباتية الأخرى، كما ساعد تكيفه بأن يسمح له بالبقاء في موطنه الأصلي وعلى ازدهاره في البرك والبحيرات حيث تم إدخاله.
وقد تم إدخال هذا النوع من الأسماك الغازية في ولاية فلوريدا في عام 1960، كما تم رصده في كاليفورنيا ونيفادا وكونيتيكت وماساتشوستس وجورجيا، وعلى الرغم من أن سمك السلور المتجول ليس تهديدا كبيرا للعديد من الأنواع المحلية منذ أن تم إفتراسه من قبل بعض الطيور وإبقاء أعداده قيد الحصر، وسمك السلور المتجول من أنواع الأسماك الغازية المثير للمشاكل بين برك المخزون السمكي لأنها يستطيع المشي من بركة إلى بركة، وقد اضطر مزارعو الأسماك إلى وضع سياج حول أحواضهم للحفاظ على السمك الاخر، وعلى مر السنين، تسبب سمك السلور في خسارة الملايين من الدولارات في فلوريدا وحدها.
2- سمك الكارب الشائع :
يعتبر سمك الكارب من أنواع المياه العذبة الهائلة وهو عرضة للإنقراض في البرية، ومع ذلك فهو أيضا واحدا من أسوأ أنواع الأسماك الغازية في العالم، وهذا التناقض يسببه الإنسان، ولقد تم تدجينه كمخزون سمكي، وقد تم عرضه، إما عن طريق الخطأ أو بطريقة غير مشروعة على البرك والبحيرات في كل قارات العالم تقريبا، وقد سبب الكثير من الأضرار على موئلهم الجديد.
ويتغذى الكارب من خلال رواسب القاع، وتدمير الغطاء النباتي المغمور الذي يغذي أنواعا أخرى، بما في ذلك أنواع أخرى من الأسماك وكذلك أنواع البط، كما أنهم يأكلون بيض الأسماك الأخرى، مما يؤدي إلى هبوط في أعداد الأسماك المحلية، وإن المادة النباتية التي يتناولونها غير مهضومة بالكامل، مما يعني أنها تتعفن بعد إفرازها وتعزز نمو الطحالب.
3- سمكة البعوض :
ليس من الضروري أن تكون كبيرا لأن تكون مثيرا للمشاكل، فسمكة البعوض تشتهر بتناول كميات كبيرة من يرقات البعوض، وبالتالي تقليل تعداد البعوض والتغلب على الأمراض التي ينشرها البعوض في سوتشي، روسيا، ويعود الفضل إلى سمكة البعوض في استئصال الملاريا، وقد تم إدخال سمكة البعوض في جميع أنحاء العالم كوسيلة لمكافحة البعوض.
ومع ذلك، فإن النتائج ليست إيجابية للغاية مثل ما حدث في سوتشي، حيث لا تتغذى الأسماك فقط على يرقات البعوض، بل تتغذى على مجموعة متنوعة من الحشرات الصغيرة واليرقات الحشرات وكذلك العوالق الحيوانية، وتأكل كثيرا لدرجة أنها تتنافس على الأنواع المحلية الأخرى، مع ميلها لقتل أسماك صغيرة أخرى، وفي أستراليا، فإنها تشكل خطرا على الأسماك المحلية وأنواع الضفادع، وتعتبر آفة خطيرة، ولم تؤثر على تجمعات البعوض، كما أنها لم تساعد في الحد من الأمراض المنقولة بواسطة البعوض.
4- سمك قشر البياض النيلي :
سمك بياض النيل من أنواع الأسماك الغازية، وكان لإدخال هذه السمكة التي موطنها الأصلي في إثيوبيا تأثير مدمر على بحيرة فيكتوريا عندما تم إدخالها في عام 1962، فقد انهار التنوع البيولوجي للبحيرة تماما، وتغير اقتصاد الصيد في المنطقة بشكل كبير، مما ساعد بعض الشركات الجديدة على تحقيق الملايين في الصادرات، مما تسبب في سقوط العديد من الصيادين المحليين في الفقر، حتى أنها تسببت في زيادة إزالة الغابات.
ولكن لنبدأ بالتأثير على البحيرة نفسها، حيث تأكل أسماك قشر البياض أي شيء تقريبا، من القشريات والرخويات إلى الحشرات والاسماك الأخرى، وحتى يأكل من نوعه، ويمكن أن تنتج أنثى واحدة ما يصل إلى 16 مليون بيضة في وقت واحد، لذلك لا يستغرق الكثير من الوقت للسيطرة على المنطقة، وتمكنها من السيطرة على العديد من الموائل ولها تأثير كارثي على العديد من الأنواع ويقترب من منطقة إلى أخرى بحثا عن الغذاء، وكان هذا النوع إلى بحيرة فيكتوريا تأثير كارثي على النظام البيئي، حيث انقرضت المئات من الأسماك الأصلية في البحيرة.
5- السلمون المرقط البني :
قد تكون أنواع السلمون المرقط البني المفضلة لدى الصيادين ولكنه ليس بالضرورة المفضل بين الأسماك الأخرى، والسلمون المرقط البني موطنه الأصلي في أوروبا وشمال أفريقيا وغرب آسيا ولكن اليوم يمكن العثور عليه في جميع أنحاء العالم، وكان ذلك جزءا من اتجاه الاستزراع المائي الذي بدأ في منتصف القرن التاسع عشر في أوروبا وتم نقله في جميع أنحاء العالم منذ ذلك الحين كسمكة شعبية للزراعة وصيد الأسماك، ومع ذلك، فإن تأثيره على أنواع الأسماك المحلية يمكن أن يكون مشكلة.
لا يتنافس السلمون المرقط البني ويفوز عادة ضد أنواع السلمون المرقط المحلي مثل السلمون البري والسلمون الذهبي، ولكنه أيضا يتنافس مع الأنواع السمكية الأخرى، وحيث لا يتنافس مع الأنواع الأخرى من السلمون المحلي، فهناك دليل على أنه يتكاثر معه، وهذا وقد حذر المهتمين بالحفاظ على التركيب الجيني للأنواع المحلية، بما في ذلك تقييد إدخال أو تخزين سمك السلمون المرقط البني، وهي خطوات مهمة في محاربة هذا النوع من أنواع الأسماك الغازية الأنواع الغازية.
6- سلمون قوس قزح :
سمك قوس قزح هو أيضا مشكلة في المناطق التي تم إدخاله إليها، وسمك قوس قزح موطنه الأصلي في غرب الولايات المتحدة ولكن مثل نظيره البني، يمكن الآن العثور عليه في جميع أنحاء العالم، وهو يشبه سمك السلمون المرقط البني لأنه حيوان مفترس قابل للتكيف يمكنه منافسة العديد من الأنواع الأخرى، مما يدفع البعض إلى الإنقراض، بما في ذلك سمك السلمون الذهبي بالكاليفورنيا وسمك الشوب الأحدب، ويمكنه بسهولة أن يستوطن الجداول ويسبب تحولا في مجموعات اللافقاريات، وهو تحول له تأثير على كل الأنواع الأخرى التي تتغذى على اللافقاريات، مثل سمك السلمون المرقط البني، ويمكن أن يهجن سلمون قوس قزح مع أنواع أخرى من السلمون المرقط.
7- القاروس ذو الفم الكبير :
القاروس ذو الفم الكبير نوع أخر من أنواع الأسماك الغازية المفضلة لدى الصيادون، فقد وجد القاروس طريقه حول العالم بسبب إثارته للإمساك به، وسمك القاروس ذو الفم الكبير يميلون إلى خوض قتال جيد مع أنواع أخرى وهذا لأنهم أسماك قاسية قوية بما يكفي لتتغلب على الأنواع المحلية.
وليست الأنواع السمكية معرضة للخطر فحسب، بل أيضا القاروس يمكنه أن يأكل الطيور والبرمائيات الصغيرة، وإن شهيته وموقعه الكبير في أعلى السلسلة الغذائية يعني أن أنواع الأسماك المحلية الأخرى في طريقها إلى الانقراض، وهو مسؤول عن انخفاض الضفادع الأصلية في كاليفورنيا بالإضافة إلى سمندل النمر في كاليفورنيا، وضفدع الفهد في أريزونا ، ومجموعة متنوعة من أنواع الأسماك في جميع أنحاء العالم.
8- البلطي الموزمبيقي :
عضو آخر من أنواع الأسماك الغازية في العالم هو العالم هو البلطي الموزمبيقي، وهذه الأسماك هي الفائزة عند تربية الأحياء المائية، ولكن عندما يتم إطلاقها عن قصد إلى موائل جديدة، أو عندما تفلت من المزارع السمكية، فإن الأسماك القوية والقابلة للتكيف تميل إلى السيطرة، وإن البلطي الموزمبيقي يمكنه أن يأكل كل شيء من النباتات إلى الأسماك الصغيرة.
ويمكن أن يزدهر في مجموعة من درجات حرارة الماء، كما أنه يتكاثر مثل باقي الانواع والإناث هي تحمى صغارها بشدة، ويمكن أن يكون هناك العديد من الحضنة في موسم واحد، وفي الولايات المتحدة، يعد إدخال هذا النوع مسئولا عن انخفاض سمك البوب فيش الصحراوي في بحر سالتون، والذي أصبح الآن من الأنواع المهددة بالانقراض، والبوري المخطط في هاواي، ولأن الأنواع موجودة في مياه مقاطعة داد ، فلوريدا، هناك قلق من أن هذه الأنواع سوف ترسخ نفسها قريبا في ايفرجليدز، والتي سيكون لها عواقب وخيمة على الحياة البرية المحلية.