يعتبر حيوان الغوريلا هو من اكبر قرد في العالم ويعيش في الغابات، في مناطق مختارة من افريقيا ، ومع الاسف ان اعداد الغوريلا اقل بكثير مما كانت عليه من قبل ، وهذا يعني ان حيوان الغوريلا يعد حاليا من انواع الحيوانات المهددة بالانقراض .
ويعتقد ان الغوريلا هي اكثر ارتباطا بالشمبانزي وبالبشر ايضا ، وهذا وفقا لدراسات عديدة قد اشارت الى ان الحمض النووي للغوريلا هو مطابق بنسبة كبيرة حوالي 98-99٪ للحمض النووي الخاص بالبشر .
حجم وشكل حيوان الغوريلا :
يتم تغطية الغوريلا بالشعر البني على معظم اجسامهم باستثناء اصابعهم، ووجوهم، ومنطقة تحت الآبط، وقاع اقدامهم ، اما عن الرأس ، فسنجد ان الغوريلا لديها رأس كبير جدا مع جبهه منتفخة ، ويوجد قمة على اعلي الرأس وتوجد في الذكور بوضوح اكثر من الاناث ، وتمتلك الغوريلا آذان صغيرة ، وليس لها ذيل .
اما عن اسنان الغوريلا ، فالبالغات منهم يملكون حوالي 32 من الاسنان، مع اضراس كبيرة يستخدموها في مضغ الطعام ، وايضا لديهم وانياب كبيرة وهي اسنان مدببة تستخدم للعض ، ويد الغوريلا تشبه كثيرا يد الانسان ، كما انهم لديهم ايضا خمسة اصابع، واقدامهم ايضا مكونة من خمسة اصابع، ويمكن للغوريلا ان تفعل الكثير من الاشياء بكلتا يديها وقدميها .
اما عن حواس الغوريلا هي مشابهة جدا لحواس الإنسان ، فتشمل السمع والتذوق واللمس والشم والابصار، على الرغم من ان رؤية الغوريلا ليست حادة مثل عيني الإنسان ولكن يعتقد ان الغوريلا قد تكون قادرة ايضا على رؤية الالوان .
والذكور عادة ما تكون اكبر من الإناث كما ذكرنا ، حيث بلغت اوزان الذكور حوالي 275 كيلوجرام في الاسر ، اما عن ذكر الغوريلا في البرية، فكان متوسط وزنه حوالي 180 كيلوجرام، والامر مع الإناث يختلف قليلا فغالبا ما يقرب وزنهم من نصف وزن الذكور ، والغوريلا الذكور لديهم هيئات ممتلئة الجسم ، وفي الواقع اختلاف الاحجام بين الذكور والاناث من حيث حجم الجسم والانياب وعضلات الفك ، زادت من قوة الذكر المادية والاجتماعية داخل المجموعة .
اماكن تواجد حيوان الغوريلا :
تعيش الغوريلا في كل مدار يخص المناطق الاستوائية ، فقد تم العثور على الغوريلا في الاراضي المنخفضة الشرقية الجبلية في جزء من شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية ، كما وجد في اوغندا، ورواندا، وكذلك توجد الغوريلا في الحديقة الوطنية في اوغندا ، اما عن الغوريلا الموجودة في الاراضي المنخفضة الغربية فنجدها تسكن الكاميرون ونيجيريا وجمهورية افريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو .
حمية حيوان الغوريلا :
تستهلك الغوريلا النباتات الحية فقط ، فهناك الكثير من الناس تفترض لان الغوريلا تمتلك اسنان حادة فانها تستهلك اللحوم ولكن هذا ليس صحيحا ، فحيوان الغوريلا هو من الحيوانات النباتية العاشبة، فيتناول جميع انواع النباتات والفواكه ، فنجده يأكل التوت واوراق الشجر، وذكور الغوريلا البالغين قادرين على استهلاك ما يصل إلى 27 كيلوجراما من الطعام كل يوم .
سلوك حيوان الغوريلا :
حيوان الغوريلا هو من الحيوانات المؤنسة جدا ، وغالبا ما يعيش في البرية الافريقية ، ويتكون من مجموعات ، فقد تصل المحموعة لحوالي ما بين 5-30 غوريلا ، ومن المثير للاهتمام هو ان الغوريلا تقضي معظم وقتها في الاكل والنوم والعناية بالغوريلات الاخرى ، وهي تتحرك عن طريق المشي على المفاصل وهذا يساعدها كثيرا في دعم توازنها .
وتعتبر الغوريلا من الحيوانات الذكية للغاية ، فهي تأتي على مستوى مماثل بذكاء البشر والدلافين، ولكن المدى الحقيقي لذكاء الغوريلا غير معروف، ولكن عند تربية وتدريب واحدة من الغوريلا في الاسر ، استطاعت ان تتعلم لغة الاشارة الخاصة بالانسان .
الغوريلا تنفق الكثير من الوقت على النوم ليلا ، فهي تنام في عش مصنوع من الاوراق والمواد النباتية الاخرى ، ويأتي عش الغوريلا علي شكل وعاء ، وقد تلجأ اليه الغوريلا الام لكي تنام مع الغوريلا الطفل .
وعلي عكس ما يعتقده الكثير من الناس، الغوريلا ليست من الحيوانات العدوانية ، بل علي العكس تماما هي من الحيوانات الخجولة والسلمية بطبيعتها ، ولكن تلجأ الغوريلا للسلوك العدواني عند شعورها بالتهديد من قبل حيوان اخر ، وهي من الحيوانات التي تميل الي عمل الكثير من الضوضاء بدلا من مهاجمة الدخيل غير المرغوب فيه .
تزاوج حيوان الغوريلا :
الغوريلا مثلها مثل البشر ، فالإناث تحمل لمدة تسعة اشهر، وعادة ما تلد رضيع واحد فقط في كل مرة ، ومواليد الغوريلا حديثي الولادة يزنون حوالي 1.8 كيلوجرام ، فغالبا ما يكون وزن حديثي الولادة من الغوريلا يساوي نصف وزن مواليد البشر ، ومن حوالي 4 اشهر إلى 2 او 3 سنوات، تبقى الغوريلا الشباب على ظهور امهاتهم كوسيلة نقل لهم ، وذكور الغوريلا جاهزين للتزاوج عندما ما يقرب من 13 عاما من العمر، اما بالنسبة للإناث فسن النضوج لديهن بداية من 10 سنوات .
فالغوريلا تشبه البشر كثيرا ، فليس هناك موسم ثابت للتكاثر، واناث الغوريلا تحيض كل 28 يوم ، وداخل المجموعة توفر الإناث لصغارها النقل، والغذاء، والتنشئة الاجتماعية الجيدة ، فهي مسئولة كليا عن حماية صغارها داخل المجموعة، فالذكور البالغين لا تتفاعل عادة مع صغارهم ، ولكنهم مسئولون عن القتال وتوفير حماية افضل لاناثهم واطفالهم .
التهديدات علي حياة حيوان الغوريلا :
عملية الافتراس بالنسبة للغوريلا هو على الارجح ليس شائع كثيرا ، وذلك بسبب حجمها، ولكن الحيوانات الصغيرة منهم قد تقع فريسة للحيوانات آكلة اللحوم الكبيرة .
اهمية الغوريلا للبشر :
استخدمت الغوريلا في العديد من الدراسات الطبية ، فكانوا من خلال هذه الدراسات يدرسون تصرفاتهم السلوكية واللغوية، كما انهم يقيمون عليهم دراسات نفسية ايضا ، ووجدوا بعض القدرات الذهنية للغوريلا فقد اندهشوا من انتباه الغوريلا للتواصل باستخدام لغة الاشارة ، فقد اظهرت الكثير من المثابرة والاحتفاظ بالذاكرة في هذه الدراسات ، وكانت اكثر انفعالا وهي بجانب اقاربها من الشمبانزي ، وبالرغم من اهمية الغوريلا للبشر الا ان الكثير من البشر يصطادون الغوريلا بطريقة غير مشروعة في افريقيا لجلودها ولحومها، والتي تقدم في المطاعم الكبيرة ، بالإضافة إلى ذلك، فهناك الكثير من البشر الذين يصطادون الغوريلا لبيعها الي حدائق الحيوان، وهو بلا شك عملية مربحة اقتصاديا .
الحفاظ علي الغوريلا :
تم تطبيق قوانين تمنع القبض علي الغوريلا او صيدها ، وهي قوانين تطبق بصرامة منذ وقت ليس ببعيد من حوالي خمسة عشر عاما فقط ، وكانت تجارة جماجم الغوريلا نشطة للغاية في رواندا ، ولكنها الان تنفذ التعليمات وتحافظ علي ما تبقي من الغوريلا لانها اصبحت ذات قيمة عالية لديهم ، والصيد يعتبر مصدر قلق طفيف نسبيا مقارنة بإزالة الغابات وآثار الاضطرابات السياسية ، فقطع الغابات قد اثر كثيرا علي اعداد الغوريلا ، فقد قطعوا العديد من الغابات الموجودة في افريقيا للحصول علي اخشابها او لازدهار التنمية الصناعية ، وتعيش الغوريلا اليوم في الاسر في حدائق الحيوان حول العالم ، فلديهم في هذه الحدائق مناطق معيشة لطيفة جدا واكثر تشابا بحياتهم في البرية ،ففي بعض حدائق الحيوان الكبيرة لديهم فدان من الاراضي حيث انهم يتحركون بحرية داخله ، ولكن مع ذلك، فإنها ليست نفس حريته التي يمارسها في البرية .