يعتبر دب الباندا العملاق حيوان ثديي يصنف في عائلة الدببة ، وهو واحد من أندر الثدييات في العالم ، ويتم التعرف على دب الباندا العملاق بسهولة من خلال البقع السوداء الكبيرة والمميزة الموجودة حول العينين وعلى الأذنين وخلال جسده المستدير. الموطن الأصلي لدب الباندا العملاق يوجد في وسط غرب وجنوب غرب الصين، وهو يعيش في عدد قليل من سلاسل الجبال في وسط الصين في مقاطعات سيتشوان وشنشي وجانسو.
وعاش دب الباندا العملاق ذات مرة في المناطق المنخفضة، ومع ذلك، فإن النشاط الزراعي، وإزالة الغابات وغيرها من التنمية الأخرى الآن تحصر الباندا في الجبال ؛ فالغابات الجبلية المليئة بالضباب في الصين اختفت ببطء على مدى القرن الماضي، ويتم قطع العديد من مناطق الخيزران التي تعتبر حيوية لغذاء دب الباندا العملاق وبقائه، وذلك من قِبل الناس الذين يقومون ببناء المزارع هناك.
ودب الباندا العملاق هو من الأنواع المهددة بالانقراض، ووفقًا لآخر تقرير، فإن الصين لديها 239 باندا عملاقة في الأسر (128 منها في وولونغ و 67 في تشنغدو) ، و 27 باندا أخرى تعيش خارج البلاد، كما يوجد حوالي 1590 من الباندا تعيش في البرية.
خصائص دب الباندا العملاق :
لدى دب الباندا العملاق جسم نموذجي يشبه الدببة، وفراء أسود اللون على آذانه، وبقع سوداء حول العين، وحول الخطم وعلى الأرجل والكتفين، وما تبقى من معطف الباندا هو أبيض اللون، ومعطف دب الباندا العملاق سميك وصوفي يبقيه دافئا في الغابات الباردة في موطنه.
ويمتلك دب الباندا العملاق أسنان ضخمة وأضراس أكبر من جميع الثدييات آكلة اللحوم وعضلات فكية قوية لسحق الخيزران الصلب، وكثير من الناس يجدون هذه الدببة من الحيوانات المحبوبة، ومع ذلك، يمكن أن يكون حيوان دب الباندا العملاق خطر مثل أي دب آخر، وتتميز الكفوف الأمامية لدب الباندا العملاق بإبهام إضافي يطلق عليه اسم الإبهام الزائف يستخدم مع إصبع السبابة الأمامية للإمساك بالخيزران الصغير بدقة.
وباستثناء الدب الكسلان، فإن دب الباندا العملاق لديه أطول ذيل في عائلة الدببة والذي يبلغ طوله (4-6) بوصات، وعادة ما يعيش دب الباندا العملاق من (20-30) عامًا في الأسر.
كما يمتلك دب الباندا العملاق معطف أبيض وأسود، ويبلغ طوله حوالي 1.5 متر، بينما يبلغ ارتفاعه حوالي 75 سم عند الكتف، وتعد الذكور أكبر من الإناث بنسبة تتراوح فيما بين (10-20) ٪، ويمكن أن يصل وزن ذكور دب الباندا العملاق إلى 115 كجم (253 رطلا)، في حين يمكن أن تزن الإناث أحيانًا ما يصل إلى 100 كيلوجرام (220 رطلًا).
غذاء دب الباندا العملاق :
على الرغم من أن معظم طعام دب الباندا العملاق من نبات الخيزران، إلا أنه لا يزال يصنف من آكلي اللحوم، وهو يمتلك الجهاز الهضمي لآكلات اللحوم، ومع ذلك، فقد تكيف دب الباندا على اتباع نظام غذائي نباتي من خلال استهلاكه الكبير من الخيزران، ولا يستطيع الجهاز الهضمي في دب الباندا العملاق هضم السليلوز الموجود في الخيزران، وهذا هو السبب في أن عليهم تناول الكثير من الخيزران على فترات طويلة من اليوم.
ويبلغ متوسط وزن طعام دب الباندا العملاق من الخيزران ما بين (9-13) كيلوجرام من الخيزران يوميا، وذلك لأنه يستهلك نظام غذائي منخفض العناصر الغذائية، فإنه من المهم أن يبقي جهازه الهضمي ممتلئا، وقد يأكل الباندا أطعمة أخرى مثل العسل والبيض والأسماك وأوراق الشجيرات والبرتقال والموز، ودب الباندا العملاق لا يدخل في السبات لأنه غير قادر على تخزين ما يكفي من الدهون لإطعامه خلال فصل الشتاء بسبب نظامه الغذائي الذي يعتمد على الخيزران.
سلوك دب الباندا العملاق :
دب الباندا العملاق جيد في تسلق الأشجار ويمكنه السباحة كذلك، ويصعب رؤية الباندا في البرية ؛ إذ يعيش بين نباتات الخيزران الكثيفة في غابات النمو القديمة التي تعتبر موطنه المفضل، ويعتبر دب الباندا العملاق من الحيوانات التي تعيش منفردة، وسوف يلتقي فقط مع أنثى الباندا خلال موسم التزاوج. كما أنه يعتبر مخلوق صامت معظم الوقت، ولكن يمكنه أن يصدر صوتا، ولكنها ليست كأصوات الدببة الأخرى، ومع ذلك، فإن لديه 11 صوتًا مختلفًا، وأربعة منها تستخدم فقط أثناء التزاوج.
ينشط دب الباندا العملاق في الفجر وخلال الليل، وعلى مدار اليوم، ويصنع الأوكار في الكهوف والأشجار الجوفاء والغابات الكثيفة، ولتجنب المنافسة مع حيوانات الباندا الأخرى على الطعام، سيحدد الباندا أرضه عن طريق وضع إفراز لاذع من غدده الشرجية على الحجارة وجذوع الأشجار.
قد يتداخل نطاق إقليم ذكور دب الباندا العملاق مع العديد من أقاليم الإناث، وعندما يصل موسم التكاثر خلال فصل الربيع ستحاول الذكور أن تتزاوج مع هؤلاء الإناث المحلية، وعادة ما تعلن إناث دب الباندا العملاق استعدادها للتكاثر من خلال أن تصبح صاخبة أكثر وترك علامات رائحة خاصة حولها لتمكين الذكور من تعقبها، وتلد الإناث صغارهن في فصل الخريف وتبقى الصغار رفيقة لأمهاتها طوال 18 شهرًا أو أكثر.
ويمكن لدب الباندا العملاق أن يظهر عدوانيته من خلال خفض رأسه والتحديق في خصمه، للإشارة إلى الخضوع، ويضع الباندا رأسه بين ساقيه الأمامية وغالبًا ما يخفي بقع العين بمخالبه، وهذا السلوك تستخدمه الإناث أثناء التزاوج.
تكاثر دب الباندا العملاق :
يعتبر معدل التكاثر عند دب الباندا العملاق بطيء جدًا ، وهذا ما يسهم للأسف في انخفاض أعداده، ودب الباندا العملاق يتكاثر خلال فصل الربيع، وتتراوح مدة حمل إناث الباندا فيما بين (112-163) يومًا، وبعد هذه الفترة، تلد شبل واحد، وفي حالات نادرة يمكن أن تلد ما بين (2-3) أشبال، ولكن عادة ما يبقى على قيد الحياة واحد فقط، وفترة الشبق لدى إناث دب الباندا العملاق حوالي 72 ساعة والتي يمكن أن تحمل فيها الإناث، وستحاول الذكور التزاوج بالعديد من إناث الباندا خلال هذا الوقت، ولكن أزواج التزاوج لا يظهرون أي اهتمام لبعضهما البعض في أي وقت آخر من السنة.
وتلد أنثى دب الباندا العملاق في الخريف، وأشبال الباندا صغيرة جدًا في الحجم ، وتزن بين (100-170) جرام، ولديهم القليل من الفراء الأبيض اللون الذي يميل إلى الوردي، والصغار تولد عمياء وضعيفة جدا، (ولا يولد أي حيوان ثديي آخر مثل هذا الصغير باستثناء الجرابيات مثل الكنغر الذي يحفظ صغاره في جرابه حتى يتم تطويره بالكامل)، وتقوم الأم بحمل صغيرها الشبل بين ذراعيها لرعايته، وتصرخ أشبال دب الباندا العملاق مثل الأطفال الرضع عندما يحتاجون إلى التغذية أو يحتاجون إلى رعاية من أمهم، و تقوم بالصراخ كل ساعتين تقريبا من أجل احتياجها إلى اللبن، وتحمل الباندا الأم شبلها باستمرار بلطف شديد.
وهذا السلوك من الاهتمام سيستمر حتى يتمكن الشبل من التحرك من تلقاء نفسه عندما يبلغ عمره حوالي 3 أشهر، وفي هذا العمر سيستمر الشبل في تتبع أمه لحوالي 6 أشهر حيث يمكن أن يبدأ الشبل في تناول الخيزران، وتفطم أشبال دب الباندا العملاق في النهاية من أمهاتهم في حوالي 9 أشهر من العمر، وفي عمر سنة تقريبا يمكن للأشبال أن تزن 34 كيلوجرام، أي حوالي ثلث وزن دب الباندا العملاق البالغ.
ولا تصل إناث دب الباندا إلى مرحلة النضج الجنسي حتى تبلغ من العمر 5-6 سنوات، ومع ذلك، تظهر صغار إناث دب الباندا العملاق عديم الخبرة غريزة الأمومة وتعرف على الفور كيفية رعاية الصغار دون الحاجة إلى أي ممارسة، وإناث الباندا تبدأ في التكاثر في وقت متأخر، وتنتج فقط شبل واحد صغير كل سنتين، وسوف تنتج حوالي 7 من الصغار طوال فترة حياتها، وفي سن الثانية والعشرين تعتبر إناث الباندا العملاق متقدمة في السن، ومعدل التكاثر ينخفض لديها، مما يجعل من الصعب جدًا التعافي من هذا الانخفاض في الأعداد لدب الباندا العملاق.
الأخطار التي تواجه دب الباندا العملاق :
ربما يكون أكبر خطر يهدد دب الباندا العملاق ويهدد بقائه على قيد الحياة هو تدمير موائله الطبيعية، إلى جانب زيادة عدد السكان والصيد غير المشروع، كما تمر أنواع مختلفة من الخيزران ببعض التقلبات الدورية كجزء من دورة التجديد، وسوف تحدث المجاعة والموت بالتأكيد لدب الباندا العملاق، كما أن مثل هذه التقلبات ودورة تجديد الخيزران تضع دب الباندا العملاق في اتصال مباشر مع المزارعين والصيادين غير الشرعيين حيث يحاول الدب العثور على مناطق جديدة من أجل الغذاء.