الحيوانات الرئيسية التي تساعد في الحفاظ على البيئة

الحيوانات الرئيسية هي الحيوانات الكاريزمية التي تم تحديدها للمساعدة في زيادة الوعي حول الحاجة الملحة للعمل والتمويل حول قضايا الحفظ في جزء معين من العالم، وعادة ما تكون هذه الحيوانات من بين أكثر أنواع الحيوانات المهددة بالإنقراض أو المعرضة للإنقراض، ويتم استخدامها لإظهار الضرر البيئي الذي يحدث في المنطقة الجغرافية التي تعيش فيها.

وغالبا ما يكون اختيار أنواع الحيوانات الرئيسية التي يسهل التعرف عليها والتي تربط الأشخاص بها ارتباطات إيجابية هي الطريقة الأكثر فاعلية للتعبير عن الحاجة إلى زيادة جهود الحفظ، ودائمًا ما يكون للأنواع الرئيسية روابط ثقافية قوية وأهمية بيئية، ومن خلال تحديد ورفع المستوى المحلي والعالمي لهذه الأنواع يصبح من الأسهل إقناع الناس بحمايتهم وحماية نظمهم البيئية.

تعريف أنواع الحيوانات الرئيسية:
في تسويق وتعليم الحفظ تتمثل إحدى أهم ميزات أنواع الحيوانات الرئيسية في قدرتها على زيادة الوعي، ويعد تعليم المجتمع المحلي وصانعي السياسات وممولي الأبحاث خطوة أساسية في إنشاء برامج حماية ناجحة، وأنواع الحيوانات الرئيسية هي السفراء الذين يجلبون هؤلاء الجماهير إلى المحادثة ما يعني أن الأنواع الأخرى من الحيوانات أو حتى النباتات ليست قادرة على أن تكون بمثابة رموز فعالة لأهمية الحفظ.

وتم استخدام أحد أنواع الحيوانات الرئيسية وهو القضاعات الأوروبية لمنع تطوير الأراضي وجمع الأموال لخطط عمل التنوع البيولوجي، وفي حين أصبحت الحيتان رموزا دولية لتفويض أخلاقي لجهود أكبر للحفاظ على المحيطات، وازدهرت جولات مشاهدة الحيتان كشكل شائع من السياحة البيئية بسبب نجاح الترويج للحيتان كأنواع رائدة.

حتى أن بعض الباحثين الأستراليين جادلوا بأن أنواع الحيوانات الرئيسية يمكن أن تكون مفيدة في زيادة التمويل لجهود الحفظ التي تفيد جميع الأنواع في المنطقة التي تعيش فيها أنواع الحيوانات الرئيسية، وإنهم يعتقدون أنه يمكن اختيار أنواع الحيوانات الرئيسية بناء على أهداف الحفظ والجماهير المستهدفة بدلا من مدى جاذبية الأنواع.

أمثلة على أنواع الحيوانات الرئيسية:
تلعب بعض أنواع الحيوانات الرئيسية الأكثر شهرة أيضا أدوارا مهمة في النظم البيئية التي تعيش فيها، وسواء كانت مفترسا رئيسيا أو تحافظ على موطنها الصحي من خلال إعادة توزيع بذور النباتات، فإن هذه الأنواع الرئيسية تفعل أكثر من مجرد جمع الأموال والوعي.

الباندا العملاقة من أنواع الحيوانات الرئيسية:

يمكن العثور على الباندا العملاقة في مقاطعات سيتشوان وشانشي وقانسو في الصين، وهي من أنواع الحيوانات الرئيسية المهددة والمحمية التي يصل عددها إلى ما يزيد قليلا عن 1800 فرد في البرية، وبسبب تجزئة الموائل، والفصل الطبيعي، والتأثير البشري ينقسم سكان الباندا العملاقة إلى 33 مجموعة سكانية فرعية صغيرة في جميع أنحاء المناطق الجبلية الحرجية في الصين.

وفي عام 1984 أصبح فريق بحث صيني من جامعة بكين المجموعة الثانية فقط على الإطلاق لدراسة البرية، والباندا ومراقبة مجموعاتها مما أدى إلى اعتراف الحكومة الصينية بوضعها المهددة بالإنقراض، وبعد ذلك، كتبت وزارة الغابات الصينية والصندوق العالمي للحياة البرية خطة وطنية للحفاظ على الباندا العملاقة، وتم تبني هذا التوجيه من قبل الحكومة الصينية في عام 1992 وأدت جهود الحفظ والتكاثر في جميع أنحاء العالم إلى زيادة عدد سكانها.

النسر الأصلع من أنواع الحيوانات الرئيسية:

خطر الإنقراض بسبب المبيدات الحشرية والصيد يلوح في الأفق ذات مرة فوق النسر الأصلع في أمريكا الشمالية، وفي عام 1917 تم فرض مكافأة على النسور الصلعاء في ألاسكا بسبب مزاعم الصيادين والمزارعين بأن الطيور كانت تتنافس مع عيشهم، وعلى الرغم من أنه كان طائرا وطنيا للولايات المتحدة منذ عام 1782 إلا أن قتل الآلاف من النسور الصلعاء استمر حتى عام 1940 عندما تم سن قانون حماية النسر الأصلع الفيدرالي بين عامي 1940 و 1973 عندما تم توقيع قانون أنواع الحيوانات الرئيسية المهددة بالانقراض ليصبح قانونا.

وحصل النسر الأصلع على حماية اتحادية متزايدة، وتسبب مبيد DDT في دمار أعداد الطيور، وتسبب DDT في أن تصبح أصداف بيض النسر الأصلع رقيقة وضعيفة وسحق البالغون البيض أثناء محاولتهم احتضانها، وبمجرد حظر المادة في عام 1972 شهدت النسور الصلعاء زيادة كبيرة في عدد السكان، وتمت إزالة الطائر من قائمة أنواع الحيوانات الرئيسية المهددة بالإنقراض في عام 2007.

الدب القطبي من أنواع الحيوانات الرئيسية:

قد تشتهر الدببة القطبية بدورها في زيادة الوعي بتأثيرات تغير المناخ، وصور الثدييات البيضاء الكبيرة التي تطفو على قطع ذوبان الجليد البحري جعلتها واحدة من أكثر أنواع الحيوانات الرئيسية شهرة، وأدى اختفاء الجليد البحري بسبب تغير المناخ في القطب الشمالي إلى ترك الدببة القطبية بأماكن أقل للراحة والصيد والتزاوج، مما أدى إلى زيادة المنافسة على الأرض.

وتم التوقيع على اتفاقية الحفاظ على الدببة القطبية من قبل حكومات كندا والدنمارك والنرويج والإتحاد السوفيتي والولايات المتحدة في عام 1973 للإعتراف بأهمية الحيوان كمورد مهم للمنطقة، وفي عام 2008 أدرجت إدارة الأسماك والحياة البرية في الولايات المتحدة الدب القطبي لأول مرة على أنه من أنواع الحيوانات الرئيسية المهددة بموجب قانون الأنواع المهددة بالإنقراض، ويصنفه الإتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة والموارد الطبيعية حاليا على أنه من الأنواع المعرضة للخطر.