إستأنس البشر الخيول في مكان ما من حوالي 3000 قبل الميلاد، ومنذ ذلك الوقت أصبحت الخيول أحد أقرب حلفائنا في العمل والحرب والسفر والترفيه، وخلال آلاف السنين الطويلة وملايين من الخيول تعيش إلى جانبنا، وسوف نتحدث عن أشهر الخيول في التاريخ، حيث كان هناك عدد غير قليل من المواهب البارزة، سواء كانت سرعتها أو قوتها أو ذكائها أو مجرد مظهرها الجميل أو ولائها، فقد أصبحت قصص بعض الخيول الخاصة مشهورة وصمدت أمام إختبار الزمن، وهناك الكثير الخيول التي تعيش في العصور القديمة والتي لا تزال ذكرياتها تعيش حتى يومنا هذا كنجوم التلفزيون المحبوبين في القرن العشرين.
1- الحصان فيجور :
كان فيجور فحل صغير في الخليج، وهو أحد أشهر الخيول ويصل إرتفاعه حوالي 14 يد فقط، ولكن على الرغم من حجمه الصغير، كان قويا وسريعا وكان يتمتع بطريقة أنيقة في الحركة، وفي الثالثة من عمره تم إعطاؤه إلى جوستين مورجان مدرس الموسيقى والملحن حيث كان مستحقا لسداد دين مورجان، وبينما كان فيجور تحت رعاية مورجان اكتسب الحصان شهرة لقدراته وسرعته كفرس سباق، وفاز الرقم على اثنين من الخيول في سباق نيويورك في سباق الماهنات عام 1796، وأصبح يعرف باسم جوستين مورغان، وفقا لجمعية مورغان للخيول الأمريكية.
وكان لديه القدرة على المشي على الأقدام، والركض السريع، وتم تقديم خدماته في جميع أنحاء وادي نهر كونيتيكت ومواقع فيرمونت المختلفة طوال حياته ومع ذلك، فإن أهم ما لديه من قيمة كان القدرة على نقل خصائصه المميزة ليس فقط إلى ذريته ولكن عبر عدة أجيال، وإستمر في إرسال المهرات حتى أثناء تداوله من مالك إلى آخر في سنواته الأخيرة، وكان يستخدم في كل شيء من تسجيل الدخول إلى السباق إلى العروض، وفي عام 1819 تم بيعه إلى صاحب النهائي ليفي بين، وتم إخراجه للرعي وفي عام 1821 توفي بعد إصابته من ركلة من حصان آخر.
2- الحصان كوبنهاجن :
العديد من أشهر الخيول في التاريخ هي تلك التي خدمت جنبا إلى جنب مع البشر خلال الحرب، وينطبق هذا على فحل يصل إرتفاعه إلى 15 يد إسمه كوبنهاجن والذي إكتسب شهرة بعد حمل الدوق ولنجتون لمدة 17 ساعة متتالية في معركة واترلو، ولد كوبنهاجن في عام 1808 وكان من أصول عربية أصيلة، وعندما قام الدوق بفك كوبنهاجن بعد معركة طويلة حيث أعطى كوبنهاجن شكرع وهو يمتطيه لكن سرعته الغاضبة وعلى ما يبدو بلا كلل كادت أن تقلب رأسه بضربة قوية.
وفقا لصحيفة ريجنسي ريدينجوت، لقد حقق كوبنهاجن تقريبا ما فشل الفرنسيون في فعله خلال تلك المعركة الشاقة، ولكن الدوق كان سريعا بما يكفي لتفادي هذا الحافر المميت، وهو الخطر الأخير الذي كان سيواجهه في ذلك اليوم الرهيب، وبعد سنوات ، وبعد تقاعد طويل توفي كوبنهاجن عن عمر يناهز 28 عاما، ولكن قصته لا تنتهي عند هذا الحد، فعندما تم دفنه لاحظ الدوق أن أحد حوافر كوبنهاجن قد تم قطعها كتذكار، وطار في غضب ولم يتم استرداد الحافر المسروق إلا بعد فترة وجيزة وعاد إلى الدوق، وفي النهاية قام ابن الدوق بتحويل الحافر إلى حامل حبر.
3- الحصان مارينجو :
على الجانب الآخر من خط المعركة من كوبنهاجن كان هناك حصان يدعى مارينجو وكان يعتب أيضا من أشهر الخيول في التاريخ، وهو حصان عربي رمادي صغير لم يحمل سوى نابليون بونابرت على ظهره، بينما عاد كوبنهاجن إلى وطنه بعد المعركة تم القبض على مارينجو واقتيد إلى بريطانيا حيث تم وضعه في المعرض، وبعد وفاته في عام 1831 عن عمر يناهز 38 عاما، وتم الحفاظ على هيكله العظمي يقف في متحف الحرب الإمبراطوري في لندن حتى يومنا هذا، والغريب في الحصان مارينجو هو أنه لا يوجد ذكر له في أي مكان في سجلات نابليون المستقرة، ومن المحتمل أن يكون مارينجو لقبا لخيل آخر، وكان لدى نابليون ميل إلى إعطاء ألقاب فكان لعدد من خيوله ألقاب، وتم إستنتاج أن الحصان قد يكون في الواقع لقبه علي وهو حصان قام نابليون بركوبه طوال مسيرته ويمكن اعتباره المفضل لديه.
4- الحصان كومانتش :
الحصان كومانتش أشهر الخيول في التاريخ، وكان جزءا من سلاح الفرسان الأمريكي، وغالبا ما يشار إلى كومانتش بإعتباره الناجي الوحيد من معركة ليتل بيغ هورن (من الناحية الفنية نجا ما يقرب من 100 من الخيول الأخرى ولكن تم الإستيلاء عليها من قبل المنتصرين)، وأصيب حصان الكابتن مايلز كيو وهو كومانتش بجروح خطيرة في المعركة بما في ذلك سبع جروح من الرصاص، ووجده أفراد الجيش في واد بعد ذلك بيومين، وتم أخذه ورعايته، وسرعان ما تعافى من جروحه، ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يصاب فيها الحصان كومانتش، وفي الواقع، صلابته هي التي أكسبته اسمه، فخلال معركة ضد كومانتش في عام 1868 تم إطلاق النار عليه من قبل سهم في الردف وبعد ذلك اليوم، تم تسميته كومانتش كوسيلة لتكريم شجاعته وثباته، وأصيب بجروح حوالي 12 مرة خلال المعارك بما في ذلك تلك الإصابات التي لحقت به خلال معركته الأخيرة في ليتل بيغ هورن.
بعد تقاعد كومانتش في عام 1878، أصدر العقيد صموئيل ستورجيس أمرا يفيد بأن الحصان هو الممثل الحي الوحيد للمأساة الدموية في ليتل بيغ هورن، 25 يونيو ، 1876، ويجب أن تكون معاملته الكريمة وراحته مسألة من الفخر والاعجاب من جانب كل عضو في سلاح الفرسان السابع حتى النهاية وأن يتم الحفاظ على حياته إلى أقصى حد، وأصبح حيوانا أليفا المفضلا للجنود في فورت رايلي، وعندما توفي عن عمر يناهز 29 عام 1891، حصل على جنازة عسكرية مع مرتبة الشرف العسكرية الكاملة، وهو واحد من اثنين من الخيول فقط في الولايات المتحدة يتم تكريمهما بهذه الطريقة، وتم حفظ رفاته ويمكن رؤيته في متحف التاريخ الطبيعي بجامعة كانساس.
5- الحصان جودلفين العربي :
أي طفل يقرأ ملك الريح من مارجريت هنري يعرف شيئا ما عن جودلفين العربية، على الرغم من أن الرواية هي نسخة خيالية للغاية من حياة الفحل، وما ليس خيالا هو أن هذا الحصان العربي الشهير يعزى إلى كونه أحد الموالين المؤسسين للسلالة الأصيلة، ولكن قبل أن يصبح جودلفين العربي مر الحصان الصغير برحلة طويلة، ومن المحتمل أن يكون الفحل قد ولد في تونس لصالح لويس الخامس عشر في فرنسا عام 1730 كهدية دبلوماسية، ولم يحتفظ الملك بالحصان، وبدلا من ذلك دخل الفحل في يد إيرل جودلفين الذي حصل منه على اسمه، كان الفحل أصل العديد من خيول السباق المتميزة، وانطباعه الوراثي على الخيول الأصيلة يعيش حتى اليوم، وتوفي جودلفين العربيفي عام 1753 وعمره 29 عاما ودفن في قاعة في كامبردجشاير، ولذلك كان من أشهر الخيول في التاريخ.
6- الحصان سيبيسكويت :
سيبيسكويت من أشهر الخيول في التاريخ مع وجود جسم نحيف ذو أرجل قصيرة وشخصية كسولة في البداية، بدا أن الحصان ليس لديه سوى إمكانيات ضئيلة على الرغم من إنحداره من ذكر سباق الخيل الأسطوري رجل الحرب والعودة إلى الخلف من جودلفين العربي، حتى وقع في يد المدرب توم سميث والفارس ريد بولارد، ومن خلال النهج التدريبي غير التقليدي لكلا الرجلين وكذلك إعتقادهم غير المستحيل في الفحل، وجد الحصان سيبيسكويت أخيرا خطوته، إذا جاز التعبير، وسارع بروح أبهرت المتفرجين، وعلى الرغم من التحديات والإصابات له استمر في الفوز بشكل كبير، وتقاعد من السباق في عام 1940 وتوفي بعد سبع سنوات في سن الرابعة عشرة.
7- رجل الحرب :
قبل سنوات قليلة من وصول سيبيسكويت إلى الحلبة، كان الحصان رجل الحرب هو نجم الخيول الرياضي في أوائل القرن العشرين، مما أعطى السباق الأصيل دفعة تشتد الحاجة إليها عندما لم يكن أحد يهتم كثيرا بهذه الرياضة، ولد في 29 مارس 1917، وتنافس الحصان الكستنائي اللون لمدة عامين فقط في عامي 1919 و 1920، ولكنه فاز بعشرين سباقا من أصل 21 سباقا، وجذب الانتباه الدولي لمربي كنتوكي وجعل الولايات المتحدة مركز عالم السباقات، وأصبح أحد أشهر الخيول في التاريخ، وكان الحصان النجم طويل القامة والكبير مع شهية شره، وقد فاز بأحد السباقات التي حققها بطول 100 متر وفاز على بطل التاج الثلاثي السير بارتون بسبعة أطوال في نزهة نهائية، وتقاعد رجل الحرب بعد موسمين في السباق.
8- الحصان بوسيفالوس :
الآن دعنا نعود في طريق العودة إلى الوراء في التاريخ، واحد من أشهر الخيول في التاريخ في العصور القديمة وهو الحكاية المفضلة للإسكندر الأكبر، وفقا للروايات القديمة، كان بوسيفالوس فحلا ضخما أسودا، وكما تقول الأسطورة، كان لا يمكن حله حتى جاء ألكساندر شاب إلى الموقع، وكان الحصان المتقلب يركن خلفه عندما اقترب منه، ومع ذلك فقد هدأ أخيرا عندما حوله الإسكندر باتجاه الشمس، ووضع ظله مصدر مخاوفه خلفه، وترويض بوسيفالوس البري كان نقطة تحول في حياة الأمير الشاب، مما يدل على الثقة والتصميم اللذين كان عليه إظهاره في غزو آسيا، وأصبح بوسيفيلوس الحصان المفضل لدى ألكساندر وركبه في المعركة، وفي وقت من الأوقات سرق الفرس ووعد الإسكندر بوضع النفايات على الأرض وقتل السكان إذا لم يتم إرجاع الحصان، وتوفي بوسيفالس عام 326 قبل الميلاد، وأسس ألكساندر مدينة بوسيفلا على شرف الحصان.
9- الحصان تريجر :
من بين أكثر وأشهر الخيول في التاريخ على الإطلاق الحصان تريجر،ولد في عام 1932، وأطلق على تريجر اسم السحاب الذهبي حتى تم إختباره من قبل روجرز كأساس محتمل لفيلمه، وتم تجهيزه في النهاية بسرج ذهبي فضي بقيمة 5000 دولار، وعلى مدى ما يقرب من 20 عاما، ظهر تريجر في كل فيلم من الأفلام 81 من بطولة روي في ريبابليك وفي كل 100 حلقة من حلقات روي التلفزيونية، وعاش تريجر حتى بلوغه من العمر 33 عاما، وعندما توفى، كان محنطا وعرض في متحف ميسوري حتى عام 2009، وفي عام 2010، تم بيعه في مزاد علني لشبكة الكابل مقابل 266000 دولار .