يتنفس الحوت من خلال فتحة النفخ الموجودة أعلى رأسه، لذلك يحتاج إلى الصعود إلى سطح الماء للتنفس، لكن هذا يعني أن الحوت يحتاج إلى أن يكون مستيقظًا حتى يتنفس، ولكن في هذه الحالة كيف يحصل الحوت على الراحة وكيف يتمكن من النوم ؟ هذا ما سنتعرف عليه من خلال السطور التالية.
.
الطريقة المدهشة التي ينام بها الحوت :
الطريقة التي تنام بها الحوتيات مدهشة، فعندما ينام الإنسان، فإن كل دماغه مشغول بالنوم، وعلى عكس البشر، تنام الحيتان عن طريق إراحة نصف دماغها في كل مرة وبينما يبقى نصف الدماغ مستيقظًا للتأكد من أن الحوت يتنفس وينبه الحوت إلى أي خطر في بيئته، والنصف الآخر من الدماغ ينام وهذا ما يسمى نوم الموجة البطيئة، والبشر يتنفسون بشكل لا إرادي، مما يعني أنهم يتنفسون دون تفكير في الأمر ولديهم رد فعل تنفسي ينطلق عندما ينامون أو يفقدون الوعي ولا يمكنك أن تنسى أن تتنفس ولا تتوقف عن التنفس عندما تكون نائمًا.
ويسمح هذا النمط أيضًا للحيتان بالاستمرار في الحركة أثناء النوم، والحفاظ على الوضع بالنسبة للآخرين في جرابها والبقاء على دراية بالحيوانات المفترسة مثل أسماك القرش، وقد تساعدهم الحركة أيضًا في الحفاظ على درجة حرارة أجسامهم والحيتان من الثدييات، وهي تنظم درجة حرارة أجسامها لإبقائها في نطاق ضيق وفي الماء، يفقد الجسم الحرارة 90 مرة أكثر مما يفقده الهواء ويساعد النشاط العضلي في الحفاظ على الجسم دافئًا وإذا توقف الحوت عن السباحة، فقد يفقد الحرارة بسرعة كبيرة.
هل تحلم الحيتان عندما تنام ؟
نوم الحوت معقد ولا يزال قيد الدراسة، وأحد الاكتشافات المثيرة للاهتمام، هي أن الحيتان لا يبدو أن لديها نوم حركة العين السريعة الذي يميز البشر، وهذه هي المرحلة التي يحدث فيها معظم أحلامنا، ولكن هل هذا يعني أن الحيتان ليس لديها أحلام، في الواقع لا يعرف الباحثون بعد إجابة هذا السؤال.
وتنام بعض الحوتيات ولديها عين واحدة مفتوحة أيضًا، وتتغير إلى العين الأخرى عندما يغير نصفي الكرة المخية نشاطها أثناء النوم.
أين تنام الحيتان ؟
يختلف نوم الحوتيات بين الأنواع، فالبعض يرتاح على السطح، والبعض الآخر يسبح باستمرار، والبعض الآخر يرتاح تحت سطح الماء، وعلى سبيل المثال، من المعروف أن الدلافين الأسيرة تستريح في قاع حوض السباحة لبضع دقائق في كل مرة، ويمكن رؤية حيتان البالين الكبيرة، مثل الحيتان الحدباء، وهي تستريح على السطح لمدة نصف ساعة في المرة الواحدة.
وتأخذ هذه الحيتان أنفاسًا بطيئة تكون أقل تكرارًا من الحوت النشط، كما إنها لا تتحرك نسبيًا على السطح لدرجة أن هذا السلوك يُشار إليه باسم "قطع الأشجار" لأنها تبدو مثل جذوع الأشجار العملاقة التي تطفو على الماء، ومع ذلك، لا يمكنهم الراحة لفترة طويلة في كل مرة، أو قد يفقدون الكثير من حرارة الجسم أثناء عدم النشاط.