يعتبر الشمبانزي نوع من القردة التي وجدت في مجموعة متنوعة من مختلف البيئات وخاصة في غرب ووسط افريقيا ، وهي ترتبط ارتباطا وثيقا بالقردة الاخرى امثال الغوريلا ، والشمبانزي ايضا مرتبط ارتباطا وثيقا بالبشر فيتشاركون في 98٪ من الحمض النووي نفسه ، فيعتقد الكثير من الباحثون ان الشمبانزي من الحيوانات الاكثر ذكاء على كوكب الارض ، فهم لديهم عاطفة ويعرفون كيف يحلون مشاكلهم ، كما انهم يمتلكون الادوات اللازمة لمساعدتهم على البقاء على قيد الحياة في محيطهم .
وهناك نوعان من الشمبانزي ويتمثلان في الشمبانزي العادي والنوع الاصغر الذي يسمي البونوبو ، والذي يعرف ايضا بالشمبانزي القزم ، ولكن النوع الثاني له توزيع محدود في جنوب نهر الكونغو ، وعلى الرغم من كون الشمبانزي من المخلوقات القابلة للتكيف وايضا ذكي للغاية ، الا انه معرض للتهديد في بيئاته بشكل غير عادي ، ويرجع ذلك بسبب صيد لحومه او إزالة الغابات حيث يعيش الشمبانزي .
حجم وشكل الشمبانزي :
تشتهر القرود الكبيرة والشمبانزي بان لديهم شعر اسود يغطي اجسادهم باستثناء وجوههم وباطن اقدامهم ، وهنا الشعر لا يسمح لهم فقط بالبقاء دافئين عندما يكونون في مناطق مرتفعة بل يساعدهم الشعر ايضا علي حمايتهم من الشمس ، ونجد الاجزاء الصلعاء الخفيفة الموجودة علي اجسادهم تتميز باللون البني الداكن .
يتميز الشمبانزي بآذان كبيرة التي تمنحهم سمع ممتاز ، وايضا لديهم بصر جيد مثله مثل القرود الاخري الكبيرة ، والشمبانزي قادر علي رؤية اللون، فيمتلك عيون تسمح له بالتركيز على كائن واحد بشكل واضح ، ولدي الشمبانزي اصابع طويلة واصبع قدمه الكبير يساعده في القبض على الاشياء، فارجلهم تمكنهم من التحرك ، والشمبانزي لديه 32 من الاسنان واسنانه مشابهة جدا لاسنان البشر واسنانه تساعده كثيرا ليس فقط لطحن المواد النباتية بل انه يمتلك انياب طويلة قد تساعده ايضا علي انه يقضم اللحم .
اماكن تواجد الشمبانزي :
وجد الشمبانزي في جميع انحاء 21 دولة مختلفة في غرب ووسط افريقيا حيث من المعروف انه يعيش في مجموعة متنوعة من مناطق مختلفة من المناطق الاستوائية، بداية من الغابات المطيرة الرطبة إلى الجافة ، ويعيش الشمبانزي في اكثر المناطق القاحلة في السافانا والغابات المفتوحة .
والشمبانزي يعتبر متسلق ممتاز حيث يعتمد بشكل كبير على الاشجار المحيطة ليس فقط للحماية من الحيوانات المفترسة ولكن ايضا يتسلق للعثور على الطعام واماكن لكي يعشش بها اثناء الليل ، ولكن الشمبانزي تضرر كثيرا من فقدان الكثير من اماكن تواجده ، فقد تم مسح الكثير من الغابات التي تأوي الشمبانزي لإفساح المجال للزراعة او لقطع الاشجار والاخشاب الاستوائية .
حمية الشمبانزي :
الشمبانزي من الحيوانات النهمة التي تأكل المئات من انواع مختلفة من المواد الغذائية ، ويأتي الجزء الاكبر الذي يتغذي عليه الشمبانزي في الفواكه الموسمية والبذور والزهور التي يتم انتقاؤها من الاشجار، جنبا إلى جنب مع الحشرات مثل النمل الابيض الذي يقوم باستخراجه من اعشاشه باستخدام العصا .
وايضا معروف عن الشمبانزي انه يستطيع ان يأكل فريسة كبيرة فهو قادرعلى قتل القرود والطيور، او اصطياد ظباء صغير ، والشمبانزي يعتبر الحيوان الوحيد الذي يستخدم لكي يعيش فعلي سبيل المثال يقوم باستخدام الحجارة كمطارق لفتح المكسرات .
سلوك الشمبانزي :
الشمبانزي يعتبر من الحيوانات المؤنسة للغاية ، وينفق ساعات النهار في التغذية واللعب والاستمالة مع الاعضاء الآخرين في مجموعته ، وهنا تتراوح عدد المجموعة ما بين 15 - 120 فرد وهذا بالطبع يعتمد علي مكان المعيشة وعلي كمية الغذاء المتاح .
ومن المثير للاعجاب ان الشمبانزي لا يتسامح مع الغرباء في وسط مجموعته ، فالشمبانزي لديه هياكل اجتماعية معقدة بشكل لا يصدق ، ويقود المجموعة في الغالب الذكور المهيمنة ، وهنا ليس بالضرورة ان يكون المهيمن عليهم هو الاقوى، بل من استطاع ان يحصل علي مجموعة كبيرة من المؤيدين وسط المجموعة .
والشمبانزي يجعل اعشاشه في الاشجار ليلا ويقوم بطويها على الفروع لتوفر له منصة آمنة لكي ينام فيها ، ويقوم ببناء عش جديد كل يوم .
تزاوج الشمبانزي :
يمكن لانثي الشمبانزي ان تلد في اي وقت في السنة وتلد رضيع واحد بعد فترة حمل تدوم نحو ثمانية اشهر ، وبعد ولادة الطفل يتمسك بفراء الام ويبقى معها بقوة خلال السنوات القليلة الاولى الى ان يستطيع الصغير ان يحصل على المزيد من المغامرة ويبدأ في استكشاف المناطق المحيطة من تلقاء نفسه .
ويقوم صغار الشمبانزي بتعلم المهارات التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة من خلال مشاهدة الام بما في ذلك طريقة تناول الطعام، وكيفية استخدام الادوات وكيفية بناء العش، جنبا إلى جنب مع اللعب مع افراد المجموعة الآخرين من الشباب ، وهذا بالطبع ينمي مهاراتهم سريعا .
وإناث الشمبانزي تكون قادرة على التكاثر في سن 13 سنة ، في حين ان الذكور يكونون قادرين علي التكاثر في وقت لاحق فيكونون مستعدون في سن 16 سنة .
التهديدات علي حياة الشمبانزي :
نظرا لحقيقة ان الشمبانزي ينفق الكثير من الوقت فوق الاشجار، فيعتبر الشمبانزي ليس في خطر كبير ولا يكون عرضة للافتراس من العديد من الحيوانات المفترسة الكبيرة ، ويعيش الشمبانزي ايضا علي الارض مع الفهود وغيرها من الحيوانات والزواحف الكبيرة التي تعتبر تهديدا لها .
وفي الواقع نجد ان صغار الشمبانزي هم من يكونون معرضون للخطر اكثر من آبائهم ، ويأتي اكبر تهديد للشمبانزي هو الانسان الذي يصطاده من اجل لحومه وايضا يقضي علي اماكن تواجده ومحو مساحات شاسعة من البيئة التي يعيش فيها الشمبانزي ، فبتدمير هذه الاماكن سوف يتدمر معها الاشجار وبالتالي لا يوجد طعام او راحة .
حقائق مثيرة للاهتمام عن الشمبانزي :
كما ذكرنا من قبل فالشمبانزي حيوان مؤنس للغاية وينفق الكثير من الوقت كل يوم لجعل زميله يعتني به ، وهذه العناية واجبة وضرورية ليس فقط لجعله نظيف وخالي من الطفيليات وانما يعتقد العلماء ايضا ان هذه العناية تعتبر مريحة بالنسبة له ، ويقوي الروابط الاجتماعية داخل المجموعة .
ومن المعروف عن الشمبانزي انه لديه اصوات متميزة به يتواصل من خلالها مع الاعضاء الآخرين في المجموعة، وهذه الضوضاء هي الاكثر شيوعا لكبار الشمبانزي ، فيمكن سماعها الي ما يصل الى 2 كيلومترا ، وعلى الرغم من انه يخرج مجموعة متنوعة من الاصوات المختلفة، الا ان معظم الاتصالات تأتي من خلال تعبيرات الوجه ، فلديه شفاه مرنة للغاية التي تنتج ما يشبه الابتسامة عندما يكون غاضبا او يشعر بالتهديد .
ومن المعروف عن الشمبانزي ايضا انه واحدا من الاكثر الحيوانات ذكاءا في العالم ، فيمكن ان يتذكر الاشياء، كما انه ايضا قادر على التعرف على نفسه في المرآة .
الشمبانزي وعلاقته مع البشر :
يعتُقد ان كل من الشمبانزي والبشر يشتركون في سلف مشترك فقد عاشوا قبل نحو 8 ملايين سنة ، ولكن تعرض الشمبانزي للكثير من الضرر اكثر من البشر ، فكانوا يقومون بصيده وقتله من اجل لحومه ، وهذا الصيد مع الاسف مستمر حتي يومنا هذا علي الرغم من انه اصبح محظور ، ولم يكتفي البشر بذلك فقط بل وقاموا بتدمير البيئة التي يعيش فيها الشمبانزي ، وبالطبع مع ازالة الاشجار من حوله لا يمكن للشمبانزي البقاء ، والشمبانزي قد فتن البشر علي مر السنين حيث يتزاحم الاشخاص من حوله في حدائق الحيوانات .
الحفاظ علي الشمبانزي :
اليوم، يتم سرد الشمبانزي من قبل الاتحاد الدولي باعتباره الحيوان المهدد بالانقراض ويواجه خطر الانقراض في المستقبل القريب إذا لم يتم فعل شيء لتغيير هذا ، وتشير التقديرات إلى انه قد يكون هناك عدد قليل من الشمبانزي متبقي منهم حوالي 100 الف فرد في افريقيا ، فاعدادهم انخفضت بشكل سريع خلال السنوات ال30 الماضية .