الفهد الصياد أو شيتا والمعروف بأسرع الحيوانات البرية في العالم، لديه جسم طويل ونحيل مغطى ببقع سوداء فريدة منتشرة عبر معاطفهم الداكنة، وإسم الفهد يأتي من الكلمة السنسكريتية شيتراكا والتي تعني المرقط، وفقا لصندوق الحياة البرية العالمي، ومن خلال الأجسام الديناميكية الهوائية والأرجل الطويلة والمخالب شبه القابلة للسحب، يعد الفهد الصياد من الحيوانات آكلة اللحوم الهائلة الذي يمكن أن يركض بسرعة تصل ما بين 60 إلى 70 ميلا في الساعة (96 إلى 112 كم / ساعة)، وفقا لمعهد سميثسونيان الوطني للبيولوجيا وحماية الأحياء.
صفات الفهد الصياد :
يبلغ متوسط إرتفاع الفهد الصياد البالغ 30 بوصة (77 سم) عند الكتف، ويبلغ طوله من 44 إلى 56 بوصة (112 إلى 142 سم) من الرأس إلى الردف، مع إضافة ذيله الذي يبلغ 26 إلى 33 بوصة (66 إلى 84 سم)، وعادة يزن هذا القط الكبير ما بين 75 و 140 رطلا (34 إلى 64 كيلوجراما)، وفقا لسميثسونيان.
الفهد الصياد لديه رأس صغير وفم مستدير مملوء بأسنان صغيرة نسبيا (بالمقارنة مع القطط الكبيرة الأخرى)، وتسمح أسنانه الصغيرة بمساحة أكبر في الجمجمة لقنوات الأنف الكبيرة، والتي إلى جانب القلب والرئتين الكبيرتين تسهل من إستهلاك الهواء بكفاءة أثناء سباق سرعة الفهد الصياد القوي، ومع ذلك، فإن الأسنان الصغيرة تخلق عيبا إذا اضطر الفهد الصياد للقتال مع القطط الكبيرة الأخرى، مثل الأسود، ولكن الفهود سريعة جدا، وعادة ما يهرب الفهد الصياد من المنطقة عندما يصادف مفترسا أكبر.
الفهد لصياد لديه جسم طويل نحيف ذو أرجل طويلة وقوية وعمود فقري قوي، وهذه الخصائص تسمح للفهد بتمديد جسمه الطويل عندما يركض ويغطي مساحة كبيرة بكل خطوة سريعة حوالي 20 إلى 22 قدما (من 6 إلى 6.7 متر) لكل خطوة، وفقا لحديقة حيوان سان دييغو، ومن المعروف أن الفهد الصياد يركض من 0 إلى 45 ميل في الساعة (72 كم / ساعة) في 2.5 ثانية فقط، وللمقارنة، يمكن أن تركض أسرع السيارات في العالم من 0 إلى 60 ميل في الساعة (97 كم / ساعة) في 3.5 ثانية.
يمكن أن ينعطف الفهد الصياد أيضا بسرعة كبيرة، حتى أثناء وجوده في الجو، وذلك بفضل ذيله الطويل الذي يمثل طول الجسم، وتوفر مخالبه شبه القابلة للسحب، التي تشبه مخالب الكلاب إحتكاك كبيرا أثناء الركض عند المنعطفات المفاجئة، ومعطف الفهد الصياد يساعده على الإندماج في بيئته عندما يستريح ويطارد الفريسة ويختبئ من الحيوانات المفترسة، والفهد الصياد لديه أيضا خطوط سوداء مميزة تشبه الدموع توجد على الوجه تصل ما بين العين إلى الفم.
الفهد الصياد والحياة الإجتماعية :
تميل إناث الفهد الصياد إلى العزلة، بينما يعيش الذكور عادة في مجموعات مكونة من أشقاء ذكور آخرين يطلق عليهم اسم التحالفات، وفقا لما ذكره سميثسونيان، وتتلاقى الإناث مع الذكور فقط عند التزاوج، ولكن بعد ذلك تربي ذريتها بنفسها، وتبلغ فترة حمل إناث الفهد الصياد حوالي 3 أشهر وتتراوح أعداد الصغار عادة بين ثلاثة وخمسة أشبال، وفقا لحديقة حيوان سان دييغو.
وتزن الأشبال ما بين 5 و 10 أوقيات (150 إلى 300 جرام) عند الولادة، وليس أكبر بكثير من القطط حديثة الولادة، والتي تتراوح أوزانها عادة بين 3 و 4 أوقية، ويولد أشبال الفهد الصياد مع كل البقع واللبدة الطويلة التي تدعى عباءة على رقبتهم وأكتافهم، والتي تختفي مع تقدمهم في السن.
عندما تصل أشبال الفهد الصياد إلى حوالي 6 أشهر من العمر، ستبدأ الأم في تعليمهم الصيد وتجنب الحيوانات المفترسة، مثل الأسود والضباع، وستحفظ الأم أشبالها أثناء الحركة وهي تحاول تجنب الحيوانات المفترسة، والأمهات يعشن مع الأشبال لمدة 18 شهرا تقريبا، وحتى تحت عين الأم الساهرة، فإن حوالي 70 % من الأشبال تقتلها الحيوانات المفترسة التي تضم الأسود والضباع.
تميل أشبال الفهد الصياد إلى البقاء معا لمدة 6 إلى 8 أشهر أخرى، ثم تترك الأخوة الإناث المجموعة لتعيش بمفردهن، ويميل الأشقاء الذكور إلى التماسك في مجموعات من اثنين أو ثلاثة، وتسمى المجموعة بالتحالف، حتى يتمكنوا من حماية أراضيهم بشكل أفضل، وذكور الفهد الصياد الني تعيش منفردة ليست شائعة وعادة لا تبقى على قيد الحياة لفترة طويلة مع نفسها، وإذا نجحوا في ذلك، فإن الفهد الصياد يعيش حتى 12 عاما في البرية (حتى 17 عاما في الأسر).
وفقا لمؤسسة سميثسونيان، ذكور الفهد الصياد تصل إلى مرحلة النضج الجنسي في السنة الثانية من العمر، وعند هذه النقطة، فإن التحالف تسعى الى منطقة بعيدة عن والدتهم، والسفر في بعض الأحيان لأماكن تصل إلى 300 ميلا (482 كيلومترا)، وتمتد أراضيهم عادة من 5 إلى 10 أميال مربعة (من 13 إلى 26 كيلومتر مربع) ويمكن أن تمتد حتى 50 ميل مربع (130 كيلومتر مربع).
عادة ما تتمسك الإناث بأقرب مكان إلى موطنها، ولكنها تعيش بمفردها، وهي تميل إلى إتباع طريق هجرة الغزلان، وهو مصدر غذائي أساسي، وأثناء الفجر والغسق، يقضي الفهد الصياد وقته في ملاحقة الفريسة، على عكس الأنواع الأخرى من القطط الكبيرة، وإن الفهد الصياد لا يصطاد فريسته من خلال الانتظار والتسلل، وبدلا من ذلك، سوف يركض إلى الحيوان ويضربه بشدة، وبعد ذلك، سوف يخنق فريسته من خلال الضغط على الحلق بفكيه القوية.
يحاول الفهد الصياد عادة إخفاء الجثة حتى لا تأخذ الحيوانات الأخرى حصة من الطعام، ومع ذلك، ليس جيد جدا في ذلك، حيث أن النسور والحيوانات الأخرى في كثير من الأحيان تسرق فريسة الفهد الصياد، والفهد هو من الحيوانات آكلة اللحوم التي فرائسها النموذجية هي الحيوانات الصغيرة والمتوسطة الحجم مثل الغزلان، والأرانب البرية، وصغار الحيوانات البرية، والخنازير، والطيور.
تواصل الفهد الصياد :
على عكس القطط الكبيرة الأخرى، فإن الفهد الصياد لا يمكنه أن يزأر أو يصنع ضجيج، ولكنه يستطيع إصدار خرخرة تماما مثل القطط المنزلية، مقارنة مع غيرها من القطط الكبيرة، مثل الأسود والنمور والفهود، فإن الفهد الصياد لديه مجموعة واسعة من المفردات ، وفقا لسميثسونيان، وبالإضافة إلى الخرخرة، فهو قادر على إنتاج مجموعة كبيرة من الأصوات مثل النقيق (تشبه تغريد الطيور أو عواء الكلب)، والتأتأة (أنين قصير غير متصل)، والصفير، والصرير (صوت عال يمكن سماعه على بعد ميل واحد)، وصوت المواء الذي يشبه مواء قطة المنزل، وكل صوت له معنى محدد، على سبيل المثال، يمكن أن تكون أنواع مختلفة من النقيق ليعطي تعليمات لأشباله، أو أن الإناث تحاول جذب الذكر من أجل التزاوج.
موئل الفهد الصياد، وجهود الحفظ :
تم العثور على الفهد الصياد في جميع أنحاء أفريقيا، وخاصة في شمال أفريقيا، والساحل (المنطقة الإنتقالية بين الصحراء إلى الشمال والسافانا السودانية إلى الجنوب)، وينتشر في جميع أنحاء شرق وجنوب أفريقيا، وفقا لسميثسونيان، ويعيش عدد قليل من حيوانات الفهد الصياد في إيران حيث يتعرضون للخطر الشديد.
يعيش الفهد الصياد في بيئات متنوعة، وفقا لمؤسسة الحياة البرية الأفريقية، حيث يمكن العثور على الفهد الصياد في الغابات الجافة والأراضي العشبية والسهول المفتوحة والمناطق الصحراوية، ولا يحتاج هذا القط الكبير إلى الكثير من الماء للبقاء على قيد الحياة، فهو يحصل على معظم ما يحتاج إليه أثناء تناول الطعام.
وفقا للقائمة الحمراء للأنواع المهددة بالإنقراض الصادرة عن الإتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، تعتبر معظم الأنواع الفرعية من الفهد الصياد عرضة للخطر، وجميع أعداد الفهود في إنخفاض، مع مجموع يقدر بأقل من 7000 فهد، ووفقا لما قاله سميثسونيان، كان هناك ما لا يقل عن 100000 من الفهد الصياد يعيشون في جميع أنحاء غرب آسيا وعبر أفريقيا في عام 1900 والآن، إنقرضت الفهود في 13 على الأقل من بلدانهم الأصلية وفقد ما يصل إلى 90 في المئة من مجموعها الأصلي، وأكبر عدد من الفهد الصياد هي مجموعة من حوالي 2500 فهد في ناميبيا.
وفقا لمؤسسة الحياة البرية الأفريقية، يرتبط التراجع الحاد في عدد حيوانات الفهد الصياد بمشاكل مثل فقدان الموائل والنزاعات البشرية والإتجار غير المشروع والصيد غير المشروع، وتبذل جهود الحفظ لمحاولة مساعدة الفهود على النمو، وتعمل مجموعات مثل المؤسسة الأفريقية للحياة البرية وصندوق حماية الفهود المحلية مع المجتمعات القريبة من سكان الفهود لإنشاء حلول مستدامة للزراعة والنمو السكاني للفهود بحيث يكون للقطط والبشر مساحة، وتحمي المناطق المحمية وحدائق الحياة البرية مثل تجربة الفهد في جنوب إفريقيا الفهد الصياد عندما تؤخذ موائله.
تعمل برامج التربية الأسيرة في حدائق الحيوان، مثل حديقة حيوان سان دييغو وحديقة حيوان سميثسونيان الوطنية على مساعدة حيوانات الفهد الصياد على النمو والإنتعاش، وتسعى البرامج أيضا للتغلب على نقص التباين الوراثي بين سكان الفهود البرية.