خلال فترة العصر البليستوسيني المتأخر من حوالي 500000 إلى 10000 سنة مضت كانت كهوف أوروبا الغربية أماكن خطرة للذهاب إلى إستكشافها، وقد تم إحتلال العديد من هذه المساكن الرطبة والمظلمة من قبل دب الكهوف وأحيانا يداهمها أسد الكهوف الجائع بحثا عن الطعام، والسؤال هو، من سيفوز في الشجار أسود الكهوف الجائع أم دب الكهوف المنزعج الغاضب النائم في عرينه؟
دب الكهوف :
على الرغم من بروزه في الخيال التاريخي، إلا أن دب الكهوف لم يشارك أراضيه مع البشر الأوائل في أواخر العصر البليستوسيني في أوروبا، وحتى الآن، استعاد علماء الحفريات آلاف الأحافير من دب الكهوف الأوروبي، وتوفي بعض هؤلاء الأفراد بسبب الشيخوخة أو الجوع أو المرض، واستهدف آخرون من قبل الحيوانات المفترسة، وكان أسد الكهوف هو المشتبه فيه الأبرز.
مزايا دب الكهوف: عندما يرتفع دب الكهوف على ساقيه الخلفيتين يكون مرعبا حقا، وكان طول ذكور دب الكهوف حوالي 10 أقدام ووزنها نصف طن (كانت الإناث أصغر بكثير فقط بإرتفاع حوالي سبعة أقدام وتزن 500 رطل)، ودب الكهوف لم يكن ضعيفا فكان مسلحا بمخالب ضخمة وثقيلة وحادة، يمكن أن تصيب بها أسد الكهوف ويقع قتيلا على الفور، ويمكن أن يكون هذا الحيوان الثديي الضخم دب الكهوف من الحيوانات الإجتماعية، مع العديد من الأفراد بأعمار مختلفة تحتل نفس الكهف.
عيوب دب الكهوف: كانت المناظر الطبيعية في أواخر العصر الجليدي الأوروبي قاتمة وباردة ومريرة، خاصة في فصل الشتاء العميق، ومثل الدببة الحديثة، لم يكن أمام دب الكهوف أي خيار سوى البيات الشتوي لأشهر في كل مرة، مع أطعمته المفضلة (معظمها نباتات) والعيش في أعماق كهفه حتى الربيع، والمشكلة هي أن وكر دب الكهوف في سباته سيصبح بلا حماية تقريبا ضد الحيوانات المفترسة المتجولة، وليس الأمر كما لو أن خفيرا مستيقظا يحرس بإستمرار مدخل الكهف.
أسد الكهوف :
من المفارقات أن أسد الكهوف يعود إسمه إلى دب الكهوف، وهذا القط الكبير لم يكن يعيش في الكهوف، وبدلا من ذلك، فإن لقبه مستمد من حقيقة أن حفريات أسد الكهوف قد تم إكتشافها مختلطة مع بقايا دب الكهوف، ولكن كيف انتهى به الأمر في منتصف عرين دب الكهوف؟ ربما تكون قد اكتشفت الإجابة بالفعل، ولكن لا تتردد في تخطي بعض الفقرات إذا لم تكن قد فعلت ذلك.
مزايا أسد الكهوف: على الرغم من أن أسد الكهوف كان أكبر قليلا من أكبر أنواع الأسود الحديثة، حيث يصل طوله إلى ثمانية أقدام من الرأس إلى الذيل ويزن ما يصل إلى 700 أو 800 رطل، ويمتلك أسد الكهوف بنية الجسم القوية، مع أرجل ذات عضلات جيدة وعنق سميك، وأيضا، لدينا أدلة مباشرة من لوحات الكهوف المعاصرة على أن أسد الكهوف يصطاد في مجموعات، والتي من المحتمل أن تكون قد روعت الحيوانات الكبيرة مثل الماموث الصوفي، وكان أسد الكهوف أيضا قد عانى من الظروف شديدة البرودة في عصر أوراسيا الجليدي، على عكس أبناء عمومته من القطط الكبيرة الحديثة الذين يقيمون في مناخات أكثر اعتدالا.
عيوب أسد الكهوف: لم يكن أسد الكهوف كبيرا وثقيلا، لهذا السبب، ربما كان من الحيوانات المفترسة التي تصنع كمينا مفاجئا بدلا من ملاحقة فرائسه بنشاط (كان مشابها للغاية لحيوان سميلودون المعاصر المعروف أيضا باسم النمر ذو أسنان السيف)، ومع ذلك، كان أكبر وأضعف من الأسود الحديثة، والكوجر، والفهود، وفشل هذا القط الكبير في إسقاط فريسته في كثير من الأحيان أكثر مما نجح، وقد تؤدي سلسلة من عمليات الصيد الفاشلة إلى ذلك إلى حافة الموت جوعا.
الصراع بين دب الكهوف وأسد الكهوف :
دعنا نتخيل أن الشتاء قد إنتهى، وأن فخرا هزيلا وضعيفا وجائعا من أسود الكهوف تتجول بين المناظر الطبيعية القاتمة لشمال أوروبا بحثا عن الطعام، ففي الظروف العادية، سيبتعد فخرأسد الكهوف عن الكهوف التي يسكنها دب الكهوف، ولكن نظرا لأن بقاء المجموعة على قيد الحياة في خطر، فإن مجموعة أسد الكهوف تقرر المخاطرة، وإنهم يدخلون الكهف بأكبر قدر ممكن من أجل الراحة، ثم يلمحون الأشكال المظلمة والمكدسة من دب الكهوف التي في بياتها الشتوي مبطنة للجدران.
وسرعان ما يقررون هدفهم وهي أنثى صغيرة (300 رطل فقط أو نحو ذلك) بعيدة قليلا عن شاغلي العين من الدببة الآخرين، وأحد أسود الكهوف الأسود يقفز ويعض الأنثى النائمة من الرقبة، ومن السيء، يوقظ زئيره الغريزي ذكرب الكهوف النائم على بعد أمتار قليلة، وبشكل كبير في البداية يكون غير متزن، ولكن مع التصميم المتزايد، يصارع الدب ألفا ويقف على قدميه، وتثير الحركة غير المألوفة الدببة الأخرى في الكهوف.
من الفائز دب الكهوف أم أسد الكهوف ؟
من يستطيع إختيار الفائز والخاسر من الأفراد في منتصف حمام الدم هذا؟ مدركين أنهم ارتكبوا خطأ فادحا، إلا أن مجموعة أسد الكهوف المغيرة تحاول جر أنثى دب الكهوف الميتة إلى الثلج، ومع ذلك، فإن طريقهما مسدود من قبل اثنين من الذكور من نوع دب الكهوف اللذين يحجبان حرفيا ضوء الشمس الخافت مع جذعهما المهيب، وقام أحد الذكور بضرب أسد الكهوف في الرأس بأطرافه الأمامية الضخمة، مما جعل الدخيل فاقدا للوعي، بينما يحاول الآخر رفع أسد الكهوف وإعطائه لجميع الدبة ولكنه محاط بأسد أخر ثالث يقفز على ظهره مما تسبب في تعثر كتلة من الدببة والأسود على الأرض في كومة كبيرة، والنتيجة النهائية قتيلان من دب الكهوف، واثنان قتلى من أسد الكهوف، وواحد من أسد الكهوف محظوظ الذي تمكن من الزحف بعيدا عن مسرح المعركة.