تقع مدينة كاراكاس في المنطقة الشمالية الوسطى من فنزويلا، وكراكاس تعتبر مدينة متطورة، فهي مدينة عالمية مع نمو سكاني سريع ، وتزال كاراكاس مدينة صامدة حتي الان ، فبعد زلزال 1812م، وصفوا محنة كاركاي عاصمة فنزويلا قائلين: إذا تعارضت الطبيعة علينا ، فنحن سوف نحاربها وسوف نجبرها على الانصياع لارادتنا .
وعندما أسس دييغو دي لوسادا هذه المدينة، قال انه يعتقد انه وجد المكان المثالي ، فمدينة كاراكاس مدينة تقع في وادي يحيطه سفوح الجبال من كل اتجاه مع إمكانيات زراعية هائلة ، كما انها تتميز بقربها من الميناء ، وشهدت مدينة كاراكاس نمو مذهل في العقود القليلة الماضية ، وعلي الرغم من مشاكل المدينة كالتلوث والمرور والجرائم المختلفة ، الا ان يظل سحر كاراكاس موجودا حيث اكتسبت سمعة بانها واحدة من اعظم عواصم أمريكا اللاتينية الحديثة، حيث يتوافد اليها الكثير من الزوار من جميع أنحاء العالم بسبب مطاعمها الرائعة، ومتاحفها، وحياتها الليلية.
الطبيعة المناخية في كاراكاس :
تتميز مدينة كاراكاس بانها لديها مناخ السافانا الاستوائي ، فهي ذات مناخ مداري مع هطول الأمطار التي تتراوح ما بين 900 الي 1300 ملليمتر اي 35 الي 51 بوصة سنويا ، وتصل الامطار إلى 2000 ملليمتر (79 بوصة) في بعض أجزاء من سلسلة الجبال ، وكراكاس تتميز بمناخ استوائي مع اختلاف بسيط جدا بين فصول الصيف والشتاء من حيث درجات الحرارة ، وهي في وادي نحو 900 متر فوق مستوى سطح البحر، وغالبا ما يوصف مناخ كاراكاس بأنه أفضل ميزة لها ، فهو لا يكون باردا للغاية ، ونادرا ما يكون حارا للغاية ، ومتوسط درجة الحرارة اليومية في الصيف تتراوح بين 18 C كحد ادني ، وتحدث معظم الأمطار خلال الفترة مابين شهري مايو الى نوفمبر ويمكن أن تكون هذه الامطار مصحوبة بالعواصف الكهربائية.
اهم المعالم الموجودة في كاراكاس :
العاصمة الاتحادية :
تحتل العاصمة الاتحادية كامل كتلة المدينة ،مع القباب الذهبية، والأقواس الكلاسيكية الجديدة، كلف أنطونيو غوزمان بلانكو ببناء هذا المبني في عام 1870م ، ويشتهر هذا المكان بالقاعة البيضاوية مع القبة والجدران المغطاة بصور من بلاد كبيرة محيطة ، وبالقرب من العاصمة الاتحادية قصر البلدية كاراكاس الذي تم تجديده ويعود تاريخه إلى عام 1696م والذي يتميز بالنمط الكلاسيكي الجديد والذي يشغل الآن منصب قاعة المدينة ومتحف كراكاس.
حديقة الشرق :
تم تصميم هذه الحديقة من قبل المهندس المعماري البرازيلي روبرتو بورل ماركس، وتعتبر هذه الحديقة هي الجنة الخضراء في وسط المدينة، وتحتوي على حديقة صغيرة والتي هي نسخة طبق الأصل من السفينة التي كانت بقيادة فرانسيسكو دي ميراندا ، وفي الجزء الجنوبي من الحديقة انشأوا نسخة طبق الأصل من سفينة سانتا ماريا التي كانت تستخدم من قبل كريستوفر كولومبوس في رحلاته إلى أمريكا.
مجمع تيريزا كارينيو الثقافي :
مجمع تيريزا كارينيو الثقافي هو إلى حد بعيد المسرح الأهم في كراكاس و فنزويلا ، ويعرض مسرح مجمع تيريزا كارينيو الثقافي حفلات سيمفونية وشعبية والأوبرا والباليه، بجانب الأعمال المسرحية ، وهذا المسرح هو ثاني أكبر مسرح في أمريكا الجنوبية، بعد تياترو كولون من بوينس آيرس ، في الأرجنتين.
الالهة الوطنية :
بناء الالهة الوطنية هو بناء فنزويلا الأكثر تبجيلا ويتكون من خمس كتل موجودة في شمال بلازا بوليفار، على الحافة الشمالية من البلدة القديمة، والتي كانت في السابق كنيسة، وأعطي لها الفنزويلي الشهير انطونيو غوزمان بلانكو غرض جديد وذلك في عام 1874م.
مجمع الحديقة المركزية :
على مسافة قصيرة من ساحة بوليفار شرقا يتواجد مجمع الحديقة المركزية، وهو مجمع ملموس مكون من خمس بلاطات سكنية شاهقة ، تتكون من 56 طابقا واحدا منهم قيد التصليح بسبب الحريق الذي حدث للمبنى في عام 2004م ، ومجمع الحديقة المركزية في كاراكاس يعتبر محور الفن والثقافة مع عدد لا بأس به من المتاحف و دور السينما و مجمع تيريزا كارينيو الثقافي .
الساحات العامة :
ساحة بوليفار :
ساحة بوليفار هي محور البلدة القديمة مع نصب تذكاري شهير ، وتتميز هذه الساحة بالمباني الشاهقة الحديثة التي تعطينا الكثير من النكهة الاستعمارية في كاراكاس.
ساحة فنزويلا :
ساحة فنزويلا هي المركز الجغرافي لكاراكاس ، وهي عبارة عن ساحة حضرية كبيرة عند مدخل الجامعة المركزية في فنزويلا ، وقد أظهر العديد من الفنانين الحركيين اعمالهم هناك، بما في ذلك الفنان كارلوس كروز دييز ، واليخاندرو أوتيرو و يسوع سوتو ، وشرق هذه الساحة تتواجد نافورة كبيرة من المياه، التي تعطينا منظرا جميلا للموسيقى والضوء الملون الذي تم تجديده في عام 2009م لتكون هذه النافورة من أحدث التقنيات المتاحة.
ساحة كاراكاس :
شيدت ساحة كاراكاس في عام 1983م ، وتتواجد في مركز بوليفار سيمون.
ساحة سان جاسينتو :
يعود تاريخ هذه الساحة إلى عام 1603م، وتستخدم لتكون موقع هام لسوق المدينة .
لوس بالاس جراند هو بناء حديث يقع في بلدية تشاكاو ، ويحتوي على شاشة من الماء ومقهى جميل ،كما انه يعتبر مركز لدروس اليوغا المجانية التي تقدم لجميع الاشخاص الذين يرغبون في التمتع بمدينة في الهواء الطلق ، كما ان هذه المدينة لديها مكتبه خاصة بها.
بلدة هاتيلو:
بلدة هاتيلو هو تلك المدينة الاستعمارية التي تقع في ضواحي جنوب شرق كراكاس في منطقة البلدية التي تحمل الاسم نفسه، وهذه البلدة الصغيرة، تعتبر واحدة من عدد قليل جدا من المناطق الاستعمارية التقليدية المحفوظة جيدا في فنزويلا، وتعطي لنا مدينة هاتيلو فكرة عن ما كانت كاراكاس عليه في القرون الماضية.
لاس مرسيدس :
تحتوي هذه المنطقة على المطاعم مع التخصصات تذوق الطعام المتنوعة، جنبا إلى جنب مع البارات والحانات وحمامات السباحة والمعارض الفنية.
حي ألتاميرا :
حي التاميرا هو حي موجود في بلدية تشاكاو في كاراكاس ، ويتضمن حي التاميرا العديد من الفنادق ومراكز التسوق والمطاعم، ويعتبر عمل مهم ومركز ثقافي هام.
المباني الدينية :
تعتبر كنيسة سان فرانسيسكو قيمة تاريخية ، وفي القرن الـ 19 كانت هذه الكنيسة تحت رعاية أنطونيو غوزمان بلانكو ، وكان يهدف انطونية دوما إلى التحديث ، وتحتوي كنيسة سان فرانسيسكو علي روائع من الفن ، ومنحوتات وتماثيل ولوحات زيتية ، وظلت لعدة قرون من بين الأديرة المجاورة هي مقر لأكاديمية اللغة، والأكاديميات الاخري الخاصة بالتاريخ، الفيزياء، والرياضيات.
السياحة في كاراكاس :
كاراكاس ليست مدينة غريبة على السياحة ، بل هي تعتبر بوابة للقارة ، وتعتمد العاصمة علي السياح الذين يتوجهون الى الشواطئ الساحرة في فنزويلا، وإلى الغابات والشلالات ، بجانب العديد من المسافرين من رجال الأعمال ، وهناك العديد من المكاتب السياحية المتاحة من جميع أنحاء المدينة ، وتقدم المدينة للسياح الاتيين اليها مجموعة متنوعة من المتاحف الجيدة، والمطاعم الممتازة، والحياة الليلية المفعمة بالحيوية،فقد تحب زيارة ساحة بوليفار ، وقصر البلدية وايضا المكتبات.
التركيبة السكانية والديانة واللغة في كاراكاس :
وفقا لتعداد السكان لعام 2011م ، وصل سكان كاراكاس الي أكثر من 3 مليون نسمة، وتتكون الغالبية العظمى من السكان من المهاجرين وذريتهم في المقام الأول من اسبانيا وايطاليا وألمانيا والبرتغال ، وهناك أيضا عددا كبيرا من السكان السوريين واللبنانيين الموجودين في البلاد ، فكاراكاس هي مدينة المهاجرين من جميع أنحاء العالم ، والمدينة مليئة بتركيبة سكانية مختلفة حيث مليئة بالاثرياء المهنيين في المدينة والاحياء الفقيرة التي تحيط بها .
اما عن الديانة ، فنجد فنزويلا ، مثل معظم دول أمريكا الجنوبية، هي في الغالب امه كاثوليكية ، وكانت نفوذ الكنيسة الكاثوليكية دوما دافع قوي في استعمار إسبانيا ، فوفقا لاستطلاع عام 2011م ، وجد ان 88 في المئة من السكان من المسيحيين، فهم في المقام الأول من الروم الكاثوليك والباقي يتبعون البروتستانتية ، ويتبقي اشخاص قليلون ولكنهم مؤثرون مثل المسلمين والبوذيين واليهوديين .
اما اذا تحدثنا عن اللغة فسنجد ان اللغة الأسبانية هي واحدة من اللغات الرسمية في فنزويلا ، ويتحدث أيضا بها أكثر من 95٪ من السكان، و هي اللغة الأم هناك والبقية يأتون كلغة ثانية ، وتأتي اللغة الإنجليزية لتكون عليها طلب كبير في فنزويلا ، فيتحدث باللغة الانجليزية العديد من الأكاديميين والمهنيين وبعض أفراد الطبقات الاجتماعية المتوسطة ،وهناك صحيفة اللغة الإنجليزية في كراكاس الجريدة اليومية ، التي تأسست في عام 1946م ، وتعتبر اللغة الإنجليزية أداة للتواصل مع الناس من بلدان أخرى والحصول على معلومات في مجالات العلوم الإنسانية والتكنولوجيا والعلوم .