ذئب القطب الشمالي والمعروف ايضا بالذئب الابيض ، هو من الثدييات وهو ايضا نوع فرعي من الذئب الرمادي ولكنه عادة ما يكون اصغر منه ، وذئب القطب الشمالي يسكن بعض التضاريس الوعرة في العالم حيث نادرا ما ترتفع درجة حرارة الهواء فوق 30 درجة مئوية ، والارض تكون مجمدة دائما ، وذئب القطب الشمالي هو واحد من عدد قليل من انواع الثدييات التي يمكنها ان تتكيف مع هذه الظروف القاسية ، ويعيش ذئب القطب الشمالي في القطب الشمالي الكندي والاجزاء الشمالية من جرينلاند .
تطور ذئب القطب الشمالي :
تكاثرت المعلومات حول تطور ذئب القطب الشمالي ، وكلها قابلة للنقاش بين الخبراء حتي الان ، ويعتقد من قبل معظم هؤلاء الخبراء ان ذئب القطب الشمالي قد تطور من انواع اخرى لديها انياب قبل اكثر من 50 مليون سنة، ويعتقد ايضا انه نظرا إلى العصر الجليدي انتهت حياة بعض هذه الذئاب في هذه المنطقة الباردة جدا .
ولكن ذئاب القطب الشمالي كانوا قادرين على تطوير خصائصهم التي سمحت لهم بالتكيف مع درجات الحرارة شديدة البرودة، كما انهم تعلموا ايضا كيفية البقاء على قيد الحياة عن طريق تخزين الدهون في الجسم بدلا من الحاجة الغذائية .
حجم وشكل ذئب القطب الشمالي :
بسبب البرد القارس حيث يعيش الذئب القطب الشمالي، نجد انه لديه اثنين من الطبقات السميكة من الفراء ، والطبقة الخارجية في الواقع هي اكثر سمكا حيث تسانده كثيرا عندما تأتي اشهر الشتاء ، وقتها تساعد الطبقة الاولى ذئب القطب الشمالي في تشكيل حاجز للماء لبشرته ، ونتيجة لذلك فان درجة حرارة الجسم يمكن ان تبقى دافئة بما يكفي حتى عندما يكون البرد قارس .
لدي ذئب القطب الشمالي ايضا آذان اصغر من انواع الذئاب الاخرى ، والتي هي جزء من بقاؤه دافئا ايضا ، كما ان لديه الكفوف المبطنة التي تم تكوينها لتوفر له قبضة جيدة عند المشي ، وعادة ما يكون ذئب القطب الشمالي اصغر من الذئاب الرمادية، فيصل طوله من حوالي 3 إلى 6 اقدام بما في ذلك الذيل ، و ذكر ذئب القطب الشمالي هو اكبر من انثي ذئب القطب الشمالي .
فارتفاعات اكتافهم تختلف حيث تصل ما بين حوالي 25-31 بوصة (63-79 سم ) ويزن ذئب القطب الشمالي في كثير من الاحيان اكثر من 45 كيلوجراما وهناك بعض الذئاب قد تصل اوزانها الي 80 كيلوجراما خاصة في الذكور كاملة النمو .
اماكن تواجد ذئب القطب الشمالي :
ذئب القطب الشمالي يعيش في المقام الاول في منطقة القطب الشمالي، وهذه المنطقة واقعة فوق 67 درجة شمالا، وتغطي الارض بالثلوج والجليد في معظم ايام السنة، باستثناء فترة وجيزة خلال فصل الصيف، وهذه الذئاب لديها اراضي اكثر من 1000 ميل مربع، وهي مساحات اكبر بكثير من اقاربهم الجنوبين ، اما عن الاسكا حيث تعيش الغالبية العظمى من ذئاب القطب الشمالي ، وهم قادرون على المشي على الارض المتجمدة بسبب الطريقة التي تم تكوين اقدامهم بها .
وقد تم العثور علي ذئب القطب الشمالي ايضا في كل من جرينلاند وكندا في مواقع مختلفة ، ومع ذلك، فإن اعداد منهم في هذه المناطق بدأت ان تكون منخفضة بشكل كبير ، فقد رحلوا منها او انهم لقوا حتفهم بسبب نقص الغذاء والسكن الذي جعلهم لا يستطيعون البقاء على قيد الحياة .
حمية ذئب القطب الشمالي :
تعتبر الفرائس الرئيسية لذئب القطب الشمالي هي ثيران المسك، والارنب القطبي الشمالي، ولكنه يأكل ايضا القوارض، والاختام، والطيور التي تعشش، والوعل، وبما ان هذه الحيوانات هي اكبر بكثير مما هي عليه، فهي تحتاج الي جهد جماعي للانقضاض عليها بنجاح ،وعلى الرغم من ان ذئب القطب الشمالي يعتبر من الصيادين الماهرين الا ان يمكن لفرائسه ان تفر بعيدا قبل ان يتمكنوا من مهاجمتها من جميع الجوانب .
وعندما يستطيع ذئب القطب الشمالي ان يمسك بفريسته فهو قادر علي تمزيق جسدها ، فهو يمتلك فك قوي واسنان حادة جدا ، ويمكنه ان يأكل اكثر من 20 رطلا من اللحم في وقت واحد ، فيمكنه ان يظل لاسابيع دون طعام علي الاطلاق .
سلوك ذئب القطب الشمالي :
ذئب القطب الشمالي هو بشكل لا يصدق حيوانا متنوعا وقابل للتكيف علي البيئة الصعبة ، فهو قادر على تحمل درجات الحرارة تحت الصفر ، فهو يعيش في منطقة القطب الشمالي ، ومع الاسف ان هذه المنطقة تنفق معظم شهورها في ظلام دامس .
ذئاب القطب الشمالي تستخدام لغة الجسد للتعبير عن قواعد المجموعة لديهم ، فعادة ما تتكون المجموعة من قادة واتباع ، وغالبا ما تكون الذكور هي المهيمنة علي المجموعة ، فمجموعات ذئب القطب الشمالي لديها ما يسمي بالتسلسل الهرمي الاجتماعي المعقد ، وتعمل علي الحفاظ عليه من خلال مجموعة متنوعة من الالفاظ، ومواقف الجسم، والرائحة .
ذئب القطب الشمالي لديه حواس قوية مثل البصر، والسمع، والشم، فيمكنه السفر الي حوالي 5 ميل في الساعة لفترات طويلة من الزمن لكي يقوم بالصيد ، ويمكن للذئاب ان تصل إلى سرعة قصوى تبلغ حوالي 40 ميلا في الساعة لفترات قصيرة من الزمن .
كما ان ذئب القطب الشمالي تكيف بشكل جيد للغاية مع البيئة الجليدية التي يعيش فيها، كما ان لديه الفراء الابيض، الذي يسمح له بالاندماج في محيطه الثلجي، و يساعده في تقليل فقدان الحرارة ، فالفراء الكثيف يبقيه دافئا في درجات الحرارة التي يمكن ان تنخفض إلى 70 درجة فهرنهايت تحت الصفر .
تزاوج ذئب القطب الشمالي :
عادة، تسمي مجموعات الذئاب " الفا " ، وهي المجموعات الكبيرة المكونة من الذكور والاناث ، ونظرا الي ان الارض التي يعيشون عليها دائمة التجمد لذلك تجد مجموعات ذئب القطب الشمالي صعوبة في حفر الاوكار، فنجدهم غالبا ما يستخدموا صخور السربنتين والكهوف او حتى المنخفضات الضحلة بدلا من الاوكار لتلد فيها انثي ذئب القطب الشمالي ، وتلد الانثي من 2 الي 3 جراء صغيرة وذلك في اواخر شهر مايو وحتى بداية يونيو، بعد فترة حمل حوالي 63 يوما ، وتبقي جراء الذئاب مع والدتهم حتي يتموا سنتين .
وعند الولادة، تبدأ جراء الذئاب في اخذ لون فراء اكثر قتامة وعيونهم تكون زرقاء وتتغير إلى الذهبي الاصفر او اللون البرتقالي عندما تكون الجراء ما بين 8 و 16 اسبوع من العمر، ومتوسط عمر ذئب القطب الشمالي ما بين 7-10 سنوات .
التهديدات علي حياة ذئب القطب الشمالي :
المناطق المعزولة حيث يعيش ذئب القطب الشمالي، ساعدته كثيرا في الحفاظ علي نفسه من الحيوانات المفترسة الاخري ، فلم يكن لديه الكثير من المشاكل مع الحيوانات المفترسة ،وفي بعض الاحيان يمكن ان تؤُكل شباب ذئب القطب الشمالي من قبل الحيوانات الاخرى، ففي بعض الاحيان يحدث معارك مع حزم اخرى بسبب اي مشاكل ناجمة ، وغالبا ما تكون هذه المشاكل من اجل الكفاح علي حقوق الاراضي، والغذاء، او عملية التزاوج .
وبفضل عزلة ذئب القطب الشمالي هذه ، فهو ليس مهدد بالصيد وتدمير اماكن تواجده مثل اقاربه الجنوبين ، فعلى عكس الانواع الاخرى من الذئاب، يكون ذئب القطب الشمالي نادرا ما يأتي في اتصال مع الإنسان حتى لا يواجه خطر الصيد او الاضطهاد ، ومع ذلك، فإن اكبر تهديد لذئب القطب الشمالي هو تغير المناخ ، فقد جعلت تغيرات الطقس القاسية في السنوات الاخيرة من الصعب على ذئب القطب الشمالي العثور علي الطعام فقد ادي الطقس السئ الي انخفاض عدد المواد الغذائية التي يتغذون عليها ، كما ان التنمية الصناعية ايضا تشكل خطرا على الذئب، فهناك عددا متزايدا من الالغام والطرق وخطوط الانابيب تمر من على اراضي ذئب القطب الشمالي ويقطع الإمدادات الغذائية قبل ان تصل له .