يوجد في شبه الجزيرة العربية عدد قليل من الثدييات الأصلية، واحد منها يعتبر من الظباء الأنيقة بعيون جميلة، وهو المها العربي، والمها العربي هو الحيوان الوطني لعدد من الدول العربية مثل الأردن، قطر، البحرين وسلطنة عمان، وفي ثقافتنا البدوية المها العربي يعتبر مهم ويمثل الجمال، وقد تم إنقراض المها العربي من البرية، وتم إعادة إدخاله بنجاح مرة أخرى.
وصف المها العربي :
المها العربي هو أحد أنواع الظباء الأربعة على وجه الأرض، ويتراوح ارتفاع هذا العضو الأصغر بين 70 و 83 سم ارتفاعا، وفرائه أبيض مع أرجل بنية بلون الشوكولاتة الداكنة، والمها العربي لديه خط جانبي بني، وذيل أبيض ينتهي باللون الأسود، وأما بالنسبة لوجهه وخدوده وحنجرته، فلديه لون بني غامق إلى أسود تقريبا يستمر في النزول إلى الصدر
ولكل من الذكور والإناث قرون سوداء طويلة ونحيفة ومستقيمة تقريبا، ويصل طولها إلى ما بين 50 و 60 سم، ويصل وزن الذكر إلى 90 كيلوراما، ويزيد وزن الذكر بين 10 و 20 كيلوجراما عن وزن الأنثى، ويولد صغار المها العربي بمعطف بني يتغير مع نموهم، وقطعان المها العربي صغيرة وتتكون من ثمانية إلى عشرة أفراد فقط.
موطن وموئل المها العربي الطبيعي :
تكيف المها العربي بشكل فريد للعيش في شبه الجزيرة القاحلة للغاية، ويسكن السهول المرصوفة بالحصى والأودية المفتوحة والكثبان الرملية، وتمكنه حوافره العريضة من المشي عبر الرمال بسهولة، ولكن المناطق الصخرية أكثر صعوبة، ويتجول لمسافات طويلة بحثا عن الطعام، وفي بعض الأيام يقطع ما يصل إلى 90 كيلومترا في اليوم.
وتشكل الأعشاب والدرنات وبراعم الأشجار والشجيرات نظامه الغذائي، ولكن هل تعلم أنه بإمكانه اقتلاع جذور الدرنات من عمق يصل إلى نصف متر تحت الأرض؟ أما بالنسبة للشرب، فالصحراء ليست بيئة صعبة للغاية حيث يستطيع المها العربي العيش لفترات طويلة دون شرب، والنباتات والدرنات النضرة وأحيانا الندى يكفيه للبقاء على قيد الحياة، وحقيقة أنه يمكنه شم رائحة الماء من على بعد أميال أمر مفيد، وفي الحالة النادرة التي يجد فيها الماء سيشربه بحرية.
المها العربي انقرض في البرية :
بعد أن جاب المها العربي صحراء الشرق الأوسط لقرون، انقرض المها في الأردن في الثلاثينيات، وعلى الرغم من أنه يتكيف بشكل جيد مع البيئة الصحراوية القاسية ولم يكن لديه العديد من الحيوانات المفترسة الطبيعية، إلا أن لديه واحدة كادت أن تدفعه إلى الإنقراض، البشر، وقد انخفض عدد المها العربي بشكل كبير بسبب الكوارث الطبيعية والوفيات بسبب التسمم خلال حملة للقضاء على الجراد، ولكن الأكثر تدميرا كان الصيد المكثف من أجل لحمه، ومعطفه، وقرونه.
المها العربي قصة نجاح الحياة البرية :
بحلول سبعينيات القرن الماضي، انقرض المها العربي في البرية في شبه الجزيرة العربية بأكملها، وتم التقاط بعض الحيوانات الأخيرة لقطيع عالمي مع حيوانات من المجموعات الملكية في أبو ظبي وقطر والمملكة العربية السعودية، وقدم هذا القطيع دعامة تستخدم في برامج إعادة التوطين في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية، بما في ذلك الأردن، وتحولت عمليات إعادة الإدخال إلى البرية إلى نجاح كبير حيث يعيش أكثر من 1000 حيوان في البرية مرة أخرى، ولذلك، خفض الإتحاد الدولي لحفظ الطبيعة فئة التهديد من منقرض في البرية إلى معرض لخطر الإنقراض في عام 2011.
برامج إعادة إدخال المها العربي في الأردن :
بعد غياب لعدة عقود بدأ برنامج تربية المها العربي في الأسر، وقامت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة بتسهيل برنامج إعادة إدخال ناجحة في محمية شاوماري للحياة البرية في السبعينيات، وبعد حرب الخليج الأولى أدخل لاجئون من العراق أكثر من 1.5 مليون رأس من الأغنام والماعز إلى الأردن، ولقد أفرطوا الرعي في المراعي، مما جعل إطلاق المها العربي المخطط له مستحيلا.
في عام 2002، بدأت سلطة منطقة العقبة الإقتصادية الخاصة برنامج إعادة إدخال المها العربي في وادي رم، وفي منطقة كبيرة مغلقة خلف جبل رم تم إطلاق سراح عشرة من المها العربي من محمية الشاوماري للحياة البرية، وفي عام 2009، تم إطلاق عشرين من المها العربي من أبو ظبي في منطقة وادي رم المحمية، ولتعزيز قدرة القطيع على البقاء، تبعه عشرين آخرين في عام 2012، مات بعضهم، مما أدى إلى اتخاذ قرار بالقبض على القطيع الذي لا يزال على قيد الحياة، وتم نقله إلى المنطقة المسيجة أيضا، ومع ذلك، يسعدنا أن المها العربي يعيش مرة أخرى في صحرائنا.