خلق الله للإنسان خمس حواس وهي البصر والسمع واللمس والتذوق والشم، ومع ذلك، إذا صنفت حواس الحيوانات اليوم لكانت القائمة أطول، حيث تمتلك العديد من الحيوانات قدرات إدراكية إضافية تسمح لها بتجربة العالم بطرق لا يمكننا تخيلها، وها هي قائمتنا المكونة من 11 من الحيوانات لها حاسة سادسة.
1- العناكب من الحيوانات لها حاسة سادسة:
جميع العناكب لها أعضاء فريدة تسمى الإحساس الشقي، حيث تسمح هذه المستقبلات الميكانيكية، أو الأعضاء الحسية بإستشعار الإجهاد الميكانيكي الدقيق على هيكلها الخارجي، وتسهل هذه الحاسة السادسة على العناكب أن تحكم على أشياء مثل الحجم والوزن وربما حتى الحيوانات الذي وقع في شبكاتهم، وقد تساعدهم أيضا الحاسة السادسة على معرفة الفرق بين حركة الحشرة وحركة الريح، أو نصل العشب.
2- الهلام المشطي من الحيوانات لها حاسة سادسة:
لدى الهلام بعض الأعضاء الحسية غير المألوفة لمن يمتلكون حواسا بشرية، وهذه الحيوانات الجيلاتينية المهيبة لها مستقبلات توازن متخصصة تسمى الستاتوسيست التي تسمح لها بالتوازن، وتسمح العوينات أو العيون البسيطة لهذه الحيوانات عديمة العيون بإحساس الضوء والظلام، وكلاهما جزء من الشبكة العصبية التي تمكن الهلام المشطي من اكتشاف الطعام القريب من خلال التغييرات في التركيب الكيميائي للماء، ونظرا لعدم وجود جهاز عصبي مركزي فإن الهلام المشطي يعتمد أيضا على هذا الإحساس المتخصص لتنسيق حركات أهدابه بشكل أفضل للحصول على الطعام.
3- الحمام من الحيوانات لها حاسة سادسة:
الحمام من الحيوانات التي لديه حاسة سادسة تسمى الإستقبال المغناطيسي، وتتمتع العديد من الطيور المهاجرة بقدرة فريدة على اكتشاف المجال المغناطيسي للأرض الذي تستخدمه مثل البوصلة للتنقل لمسافات طويلة، وقلة من الطيور تؤديها بشكل أفضل من الحمام، وخاصة الحمام الزاجل المنزلي، ولقد تعلم العلماء أن الحمام يحتوي على هياكل تحتوي على المغنتيت في مناقيره، وتمنح هذه الهياكل للطيور إحساسا حادا بالتوجه المكاني مما يسمح لهم بتحديد موقعهم الجغرافي.
4- الدلافين من الحيوانات لها حاسة سادسة:
تتمتع هذه الحيوانات الثديية البحرية الجذابة بالحسة السادسة المذهلة لتحديد الموقع بالصدى، ونظرا لأن الصوت ينتقل في الماء بشكل أفضل منه في الهواء فإن الدلافين تخلق تمثيلا مرئيا ثلاثي الأبعاد لمحيطها يعتمد كليا على الموجات الصوتية تماما مثل جهاز السونار، ويسمح تحديد الموقع بالصدى للدلافين والحيتان الأخرى ذات الأسنان وخنازير البحر للبحث عن الفريسة حيث تكون الرؤية محدودة أو غير موجودة سواء كان ذلك نهرا ضبابيا أو أعماق المحيط حيث لا يصل الضوء.
5- أسماك القرش من الحيوانات لها حاسة سادسة:
الإستقبال الكهربائي هو القدرة الرائعة لأسماك القرش والأشعة على اكتشاف المجالات الكهربائية في محيطها، والأنابيب المملوءة بالهلام تسمى أمبولة لورنزيني تحتوي على حاسة سادسة، ويختلف ترتيب وأعداد الأمبولات اعتمادا على ما إذا كانت الفريسة الأولية نشطة أو أكثر استقرارا، ويسمح الشكل الغريب لرأس القرش ذو رأس المطرقة بإحساس محسن لإستقبال الكهرباء من خلال تمكينه من اكتساح مساحة أكبر من قاع المحيط، ونظرا لأن المياه المالحة موصل جيد للكهرباء يمكن لأسماك القرش التي تعتبر من الحيوانات ذات الحاسة السادسة اكتشاف فرائسها من الشحنات الكهربائية المنبعثة عندما تقلص السمكة عضلاتها.
6- سمك السالمون من الحيوانات لها حاسة سادسة:
سمك السلمون مثله مثل الأسماك الأخرى لديه استقبال مغناطيسي، أو القدرة على الإحساس بالمجال المغناطيسي للأرض باعتباره من الحيوانات التي لديها الحاسة السادسة، ويجد سمك السلمون طريقه للعودة للتكاثر في نفس الأنهار التي ولدوا فيها على الرغم من السفر لمسافات طويلة في المحيط المفتوح خلال حياتهم البالغة، فكيف يفعلون ذلك؟ ولا يزال في الغالب لغزا للعلم، ويعتقد العلماء أن سمك السلمون يستخدم رواسب المغنتيت في أدمغتهم لإلتقاط المجال المغناطيسي للأرض، بالإضافة إلى ذلك، يتمتع السلمون بحاسة شم راقية ويمكنه تمييز رائحة مجرى الموطن في قطرة ماء واحدة.
7- الخفافيش من الحيوانات لها حاسة سادسة:
الخفافيش من الحيوانات التي تمتلك الحاسة السادسة أو ربما الحاسة السادسة والسابعة والثامنة فلديها تحديد الموقع بالصدى، والمغناطيسية الأرضية، والإستقطاب، وتستخدم الخفافيش تحديد الموقع بالصدى للعثور على الفريسة والتقاطها، ولديهم حنجرة قادرة على توليد ضجة فوق صوتية والتي تنبعث من خلال أفواههم أو أنفهم، وأثناء انتقال الصوت ترتد الموجات الصوتية وتعطي الخفافيش معلومات تشبه الرادار حول محيطها، وهذا يعمل فقط لتزويدهم بتصور قصير المدى لبيئتهم من مسافات تبلغ من 16 إلى 165 قدما، وتستخدم الخفافيش حاسة المغناطيسية الأرضية كبوصلة للتنقل لمسافات طويلة مثل الهجرة، وتمنح المستقبلات القائمة على المغنتيت في أدمغتهم وربما في الخلايا العصبية للخفافيش هذه القدرة.
أحدث حاسة تم اكتشافها هي رؤية الإستقطاب، ورؤية الإستقطاب أو استشعار نمط الشمس في السماء شيء يمكن أن تفعله الخفافيش حتى في الأيام الملبدة بالغيوم أو عندما تغرب الشمس، ومن غير المعروف ما هي البنية الفسيولوجية التي تمنح هذه الحيوانات هذه القدرة، ولأن الخفافيش لا تملك الأشكال المرئية الموجودة في الحيوانات الأخرى التي تستخدم موقع أشعة الشمس، لذلك هذه الرؤية لا ترى بالمعنى التقليدي عندما يتعلق الأمر بالخفافيش، وتستخدم الخفافيش هذا المعنى بالإقتران مع إحساسها المغنطيسي الأرضي للملاحة.
8- السرعوف الروبيان من الحيوانات لها حاسة سادسة:
لدى السرعوف الروبيان أيضا حاسة سادسة تتعلق بالإستقطاب، فيكتشفون ويتواصلون مع الأخرين بإستخدام ضوء مستقطب خطي حتى في الأطوال الموجية فوق البنفسجية والأخضر، وعلاوة على ذلك، يمكنه أيضا القيام بذلك بإستخدام ضوء مستقطب دائريا، والسرعوف الروبيان هو من الحيوانات الوحيدة المعروف بقدرته على الضوء المستقطب دائريا، حيث تمنحه هذه القدرات ذخيرة هائلة من الإشارات التي لا يراها ويفهمها سوى جنسه.
9- سمك لوتش الطقس من الحيوانات لها حاسة سادسة:
تمتلك أسماك لوتش الطقس قدرة مذهلة على اكتشاف التغيرات في الضغط، حيث تستخدم هذا المعنى لمراقبة الطفو تحت الماء وللتعويض عن نقص المثانة العائمة، وتأتي هذه القدرة من خلال شيء يسمى جهاز وبريان وهو جهاز موجود في العديد من أنواع الأسماك كما أنه يحسن السمع تحت الماء، ومن اللافت للنظر أن هذه الحاسة السادسة تسمح أيضا لهذه الأسماك بالتنبؤ بالطقس، وقد أدرك الصيادون ومالكو الأحواض المائية منذ فترة طويلة التغييرات في نشاطهم مع اقتراب العواصف الكبيرة.
10- خلد الماء منقاري البط من الحيوانات لها حاسة سادسة:
تتمتع هذه الحيوانات الثديية الغريبة ذات المنقار البطي والتي تبيض بشعور لا يصدق بالإستقبال الكهربي على غرار الحاسة السادسة لأسماك القرش، ويستخدمون هذه القدرة في العثور على فريسة في طين الأنهار والجداول، ويحتوي خلد الماء منقاري البط على حوالي 40.000 خلية مستقبلات كهربائية في منقاره، وتوجد في خطوط في نصفي المنقار، ويحتوي المنقار أيضا على مستقبلات آلية لقضيب الدفع، والتي تمنح الحيوانات إحساسا حادا باللمس وتجعل منقار خلد الماء العضو الحسي الأساسي، ويأرجح خلد الماء رأسه من جانب إلى آخر أثناء السباحة كوسيلة لتعزيز هذا الشعور.
11- السلاحف البحرية من الحيوانات لها حاسة سادسة:
جميع السلاحف البحرية لها حاسة مغنطيسية أرضية، وتتمتع إناث السلاحف البحرية بقدرة توجيهية للولادة غير مفهومة جيدا ولكنها تسمح لها بالعودة إلى الشاطئ حيث تفقس، والسلاحف البحرية جلدية الظهر لها نوع معين من الساعات البيولوجية، أو حاسة العين الثالثة، حيث تستخدم السلاحف البحرية هذه القدرات لمعرفة متى تهاجر، ومكان وجودها في المحيط فيما يتعلق بمناطق التغذية، وكيفية العثور على الشاطئ حيث تفقس، وتحتوي السلحفاة البحرية جلدية الظهر على بقعة وردية فاتحة على رأسها، وهي عبارة عن غدة صنوبرية تعمل بمثابة كوة وتعطي السلحفاة معلومات عن الفصول وبالتالي تؤثر على الهجرة.
نظرا للمسافات الشاسعة التي يقطعونها، فإن قدرتهم على تحديد موقع شاطئهم الأصلي وأماكن تناول الطعام رائعة، كما هو الحال مع العديد من الحيوانات المهاجرة تقوم السلاحف البحرية بهذه الملاحة عن طريق قياس المجال المغناطيسي للأرض، ويعتقد الباحثون الآن أن الآلية الكامنة وراء هذه القدرة تأتي من البكتيريا المغناطيسية، وتتأثر حركة هذه البكتيريا بالمجالات المغناطيسية للأرض وتشكل علاقات تكافلية مع الحيوانات المضيفة.