البشر من المخلوقات الإجتماعية ويحب البشر تناول الطعام في مجموعة، وغالبا ما نتشارك وجبات الطعام مع الأصدقاء أو العائلة وننتهز الفرصة للتواصل الإجتماعي أو مناقشة قضايا اليوم، ويكمن الإختلاف بين البشر والحيوانات الأخرى (فيما يتعلق بالأكل الإجتماعي)، وبينما يتغذى البشر معا إلى حد كبير لأسباب اجتماعية، فإن الحيوانات تفعل ذلك لأنها تصطاد معا أو تحتاج إلى البقاء معا للحماية، وفيما يلي نظرة على ثمانية من الحيوانات الإجتماعي عند تناولها الطعام وكيف يتشاركون الوجبة.
1- أسماك شياطين البحر من الحيوانات الإجتماعية:
تتغذى أسماك شياطين البحر أحيانا بشكل فردي وتستخدم العديد من استراتيجيات التغذية التي تنسقها مع أسماك شياطين البحر الأخرى، وتتغير هذه الإستراتيجيات اعتمادا على توافر العوالق، وسوف يشكلون خطوطا مثل الأوز المهاجر، على سبيل المثال، والتي تتضمن أحيانا 150 من أسماك شياطين البحر، وتسبح في دائرة ضيقة لإنشاء ما يسمى بحدث تغذية الإعصار، وتستمر هذه الظاهرة لمدة تصل إلى ساعة وتشكل دوامة في المركز.
وعندما ينظر إليها من الأعلى فإنها تظهر على شكل حلزوني عكس اتجاه عقارب الساعة، وتتسبب الدوامة في تدفق المياه المملوءة بالعوالق إلى أفواهها المفتوحة، والتي تقوم بعد ذلك بغربلتها عبر صفائح خيشومية، وتستخدم أسماك شياطين البحر التي تعتبر من الحيوانات الإجتماعي عندما يتعلق هذا بالتغذية أيضا إستراتيجية التغذية على الظهر حيث يسبح سمكة منها أصغر مباشرة فوق سمكة أخرى تتغذى، مما يؤدي إلى تنسيق رفرفة الزعنفة الصدرية، وتسمح هذه الإستراتيجية لأسماك شياطين البحر السفلية بالتقاط العوالق التي تهبط لتجنب فتح فم الأسماك في الأعلى.
2- الأسود من الحيوانات الإجتماعية:
قد يكون لفخر الأسود ملك لكن الإناث الأخف والأكثر رشاقة هي التي تقتل الفريسة وتجلب الوجبة إلى المنزل، وعادة ما تتغذى الأسود معا عند الفجر والغسق بعد عملية صيد ناجحة، ومع ذلك، هناك وحشية خاصة لهيكل الأكل الاجتماعي للأسود، وعلى الرغم من أن الأسود تصطاد معا إلا أن الذكور يأكلون أولا وهم من الحيوانات الجشعة فيما يتعلق بالغذاء، وعند إنتهاء الذكور تتشارك الإناث التي اصطادت الوليمة تليها الإناث الأخرى ثم الأشبال.
3- الحمير الوحشية من الحيوانات الإجتماعية:
الحمير الوحشية مثال من الحيوانات التي تأكل معا بدافع الضرورة، أي أنها من الحيوانات الإجتماعية عندما يتعلق الأمر بالتغذية، وعقلية القطيع الخاصة بهم تجعلهم أهدافا أكثر تحديا للهجوم، ويرعون على العشب ويطحنون الأوراق واللحاء لمدة 60 إلى 80 في المائة من اليوم، وإنهم يفضلون أنواعا معينة من الأعشاب الخضراء كغذاء، وجهودهم للعثور على تلك الحشائش تجعلهم من الأنواع الرائدة التي تقود الطريق لحيوانات الرعي الأخرى في السافانا.
وعلى عكس الأسود التي تصطادهم ليس لديهم تسلسل هرمي اجتماعي بين مجموعات أسرهم، وتشكل العديد من أزواج الفرس والمهر مجموعات عائلية من الإناث من الحمار الوحشي، ويشكل ذكر الحمار الوحشي قطعان عازبة بدون زعيم واضح، وهذه المجموعات العائلية تلتصق ببعضها البعض عندما تنضم إلى قطعان ضخمة.
4- حيوان السرقاط من الحيوانات الإجتماعية:
تدرك بعض الحيوانات مثل حيوانات السرقاط أن هناك قوة في الأعداد على الرغم من أن حيوانات السرقاط الفردية عادة ما تجد طعامها، ومع ذلك، عندما يقتلون فريسة أكبر مثل السحلية أو الأفعى فإن حيوانات السرقاط تتغذى على جائزتها كجماعة، ويعيش هذا النوع من الحيوانات الإجتماعية للغاية في جحور يصل عدد أفرادها إلى 40 عضوا، ونظرا لعدم وجود مخازن للدهون لديهم، يجب عليهم البحث عن الطعام كل يوم، وعندما يفعلون ذلك سيقف سرقاط واحد أو أكثر حراسة بينما يأكل الأعضاء الآخرون لتحذيرهم من الإقتراب من المخاطر.
5- الضباع من الحيوانات الإجتماعية:
الضباع المرقطة تبحث معا وتطارد معا وتتغذى معا، وكلما كانت المجموعة أكبر (تسمى الثرثرة)، وقد زاد حجم الفريسة التي يصطادونها، وقد تطارد المجموعة أيضا أسدا ذكرا بالغا (أكبر منافسة طعام لهم) بعيدا عن القتل للإحتفاظ به لأنفسهم، ويمكن أن تستهلك الضباع المرقطة البالغة 30-40 رطلا من اللحم في 25 دقيقة، والطيور تأتي لتحصل على الجيف في هذه الحالة، وينتهي الأمر بالمتأخرين في تناول الوجبات بسحق العظام المتبقية ويتقيأون في وقت لاحق الحوافر والشعر.
6- النسور من الحيوانات الإجتماعية:
قد تبحث النسور عن الجيف بمفردها أو في قطعان، وبمجرد أن تجدها تنتشر أصوات التواصل بسرعة، ويتم نقل الرسالة بسرعة إلى الطيور الأخرى، وسرعان ما تنضم النسور إلى الوليمة، وتطلق حديقة حيوان سان دييغو على هذه الحيوانات النابشة في الفضلات طاقم تنظيف الطبيعة، وتعيش بعض النسور في مجموعة تصل إلى 10 أو 12 من النسور الأخرى، بينما تعيش الأنواع الأخرى في مستعمرات يصل عدد أفرادها إلى 1000 فرد.
7- طيور النحام من الحيوانات الإجتماعية:
قد يبدو قطيع طيور النحام جميلا من مسافة بعيدة لكن الطيور لديها سر صغير سيء عندما يتعلق الأمر بهذه الحيوانات بتناول الطعام، فيأكلون عن طريق تحريك الماء الموحل بأقدامهم وجرف الماء، ويجهدون الماء بمنقار متخصص ويأكلون الحشرات والقشريات والنباتات، وقد تتكون أحجام القطيع من ما يصل إلى 340 فردا، في حين أن عشرات الآلاف من طيور النحام يمكن أن تشكل مستعمرة.
ومثل الحمير الوحشية تجد طيور النحام الحماية في أعدادها، وتعمل طيور النحام التي لا تتغذى كمراقبة بينما تتغذى الطيور الأخرى في الوحل، ومع ذلك، يمكن أن يكون حجم قطيعها وطبيعتها الإجتماعية نقطة ضعف أيضا، وإذا كان مصدر المياه ملوثا، فإن المجموعة بأكملها في خطر.
8- الحيتان الحدباء من الحيوانات الإجتماعية:
الحيتان الحدباء التي تتغذى بالترشيح وتتغذى على الكريل والعوالق والأسماك الصغيرة تنخرط في طريقة معقدة لتناول الطعام والتي تسمى شبكة التغذية الفقاعية، ويبدأ الأمر بمجموعة من الحيتان تغوص أسفل مجموعة من الأسماك وتسبح في دائرة حول الفريسة، وترسل أعمدة من فقاعات الهواء إلى أعلى من فتحات النفخ أثناء السباحة، وتدفع هذه الحيوانات الضخمة الأسماك إلى المركز ونحو السطح، ثم تنبثق الحيتان من الماء وأفواهها مفتوحة على مصراعيها للأكل، وتتغذى الحيتان الحدباء فقط خلال أشهر الشتاء وتعيش على احتياطيات الدهون عندما تهاجر للتزاوج والتكاثر.