الفيل الافريقي واحد من اكبر الحيوانات البرية الموجودة على الارض ، فهو اكبر بقليل من ابن عمه الفيل الاسيوي ، فلا يوجد انواع غيرهم من الفيلة موجودة الي يومنا هذا ، فقط الفيل الافريقي والاسيوي ، والفروق التي بينهم واضحة من خلال اذان الفيل الافريقي الاكبر حجما والاكثر تدويرا .
يمكن العثور علي الفيل الافريقي في 37 دولة مختلفة ، ودخل ضمن قائمة الانواع المهددة بالانقراض بسبب تراجع اعداده نتيجة للصراع بينه وبين الإنسان .
حجم وشكل الفيل الافريقي :
يصل وزن الفيل الافريقي إلى 6000 كيلوجرام ، ويصل طوله الي 3.3 متر (10 قدم) ، ويعتبر الفيل الافريقي هو اكبر الثدييات البرية في العالم، ويتميز بوجود جذع قوي للغاية، فيعتبر الجذع هام للفيل الافريقي حيث يستخدم الجذع من اجل الرائحة، والتنفس، والكشف عن الاهتزازات، ومداعبة صغارهم ، ومص الماء، كما ان لديه انياب منحنية طويلة، فكل من الفيلة الذكور والإناث تمتلك انياب، وعلى الرغم من ان الانياب موجودة عند الولادة، الا انها تسقط بعد عام، وتظهر الانياب الدائمة التي تحل محلها ، ومن المثير للاهتمام هو ان هذه الانياب سوف تستمر في النمو طوال حياة الفيل ، ويستخدم الفيل الافريقي انيابه في مجموعة واسعة من الانشطة، فيستخدمها للحفر، والقتال ، وانياب الفيل الافريقي مصنوعة من العاج، والانياب عبارة عن شكل كثيف للغاية من العظام .
وهناك طلب كبير على انياب الفيل الافريقي العاج لما لها من خصائص فريدة من نوعها وجمال اصيل ، فهي بالطبع تجلب ثمنا باهظا، والكثير من الصيادين لا يزالون يصطادونه بطريقة غير قانونية للحصول علي انيابه ، وهذا يعتبر احد العوامل الرئيسية التي ادت الي تراجع اعداد الفيلة البرية في جميع انحاء العالم .
ويوجد في فم الفيل الافريقي اربعة اسنان فقط ، وكل واحدة من هذه الاسنان في حجم الحجر ، وتحتوي على مساحة كبيرة من التلال تجعل الفيل يتكيف خصيصا لطحن كميات كبيرة من المواد النباتية التي يأكلها كل يوم فهي بمثابة الاضراس له .
كما ان الفيل الافريقي يمتلك آذان ضخمة وكبيرة التي تخدمه في اغراض كثيرة ، فيستخدم الاذنين للتواصل بصريا، فيمكن ان يرفرف آذانه دلالة إما عن عدوان او عن الفرح ، كما لاذان الفيل الافريقي وظيفة هامة وهي اشعاع حرارة للمساعدة علي ابقاؤه باردا .
والفيل الافريقي ايضا يمتلك انف طويل يستخدمه للشم، والتنفس، وقرع الطبول، والشرب، وايضا يستخدمه من اجل الاستيلاء على الاشياء، خصوصا وجبته المحتملة .
اماكن تواجد الفيل الافريقي :
يعيش الفيل الافريقي في افريقيا وخاصة في جنوب الصحراء الكبرى، والغابات المطيرة في وسط وغرب افريقيا وصحراء الساحل في مالي ، فكان يطوف السهول العشبية والغابات، ويعيش في الغابات الاستوائية في افريقيا الوسطى والغربية ، فالفيل الافريقي جاب في معظم انحاء القارة بداية من ساحل البحر الابيض المتوسط شمالا الى الطرف الجنوبي .
لكنه الان يقتصر على نطاق اصغر بكثير ، فمنذ عام 1979، فقد الفيل الافريقي اكثر من 50٪ من اعداده وهذا بسبب الصيد الغير مشروع ، يقل وجود الفيل الافريقي في المناطق المحمية بشكل جيد ، فإن هناك اقل من 20٪ التي تخضع للحماية الرسمية .
حمية الفيل الافريقي :
يأكل الفيل الافريقي الجذور والاعشاب والفواكه، والاوراق والثمار والخضار فهو يتناول تشكيلة ضخمة من المواد النباتية ، فيستهلك الفيل الافريقي نحو 136 كيلوجرام من المواد الغذائية في يوم واحد ، فهذه الحيوانات الجائعة لا تنام كثيرا، ويتجولون عبر مسافات كبيرة ليحصلون على كميات كبيرة من المواد الغذائية التي يحتاجون إليها للحفاظ على اجسامهم ضخمة .
يحافظ الفيل الافريقي علي حجمه الكبير هذا ، عن طريق اكل كمية هائلة من هذه المواد الغذائية ، وبالرغم من اكله لكل هذه الكمية الا ان الجهاز الهضمي لدي الفيل الافريقي كان غير فعال للغاية ، فما يقرب من 60% من الطعام الذي يأكله كان ذاهب في عسر الهضم .
سلوك الفيل الافريقي :
الاتصال هو امر حيوي جدا بالنسبة للفيل الافريقي ، فهو يعتمد على شبكة اجتماعية للبقاء على قيد الحياة ، فوجدنا بعض العديد من الدراسات ان الوحدة الاجتماعية ضرورية خاصة لقطيع الامهات وصغارها، والاخوات، وبنات العم، وتكون عادة بقيادة الام الحاكمة القديمة .
ومن المثير للاهتمام ان الفيلة الذكور يتركون القطيع في حوالي سن 14 عاما عندما يصلن إلى سن البلوغ ، وتذهب هائمة علي وجهها للبحث عن زملائها المحتملين وتكوين قطيع لنفسه جديد .
وبصرف النظر عن قدرة الفيل الافريقي على التعلم من خلال المشاهدة والمحاكاة ، نجد ان الفيل الافريقي يمتلك ايضا صفات إنسانية بحتة ، فلديه قدرة كبيرة على الرحمة ، فيقوم برعاية الجرحى ويحزن كثيرا علي المتوفى ، كما ان لدي الفيل الافريقي ذاكرة متقدمة تسمح له بتذكر فقدان احباؤهم وايضا تذكر الضغائن ، وايضا تساعدهم الذاكرة علي التعرف علي اصدقائهم المفقودين منذ زمن بعيد .
فالفيل الافريقي ، على عكس اقربائه من الفيلة الآسيوية ، يمكن استئناسهم بسهولة ، كما انه يعتبر واحد من اكثر الحيوانات البرية ذكاءا ، فلديه اكبر مخ من اي حيوان ثديي اخر ، فيمتلك الفيل الافريقي الفص الصدغي الذي يعمل علي التخزين واسترجاع المعلومات المتعلقة بالبصر واللمس والشم والسمع ، فيستطيعون تذكر الاشخاص والاماكن والمهارات المكتسبة لسنوات .
الفيل الافريقي لديه نظام متطور للغاية من الاتصالات من خلال الاصوات التي يصدرها ، فينتج مجموعة واسعة من الاصوات مع تردد منخفض جدا ، فاللغة بينهم تسمي الهدير ، كما ان الفيل الافريقي يمتلك واحدا من اكثر الحواس تطورا ، وهي حاسة الشم فلديه شعور قوي ناحية الروائح ، وذلك لتحديد مصادر الغذاء والماء ، فلديه العديد من الاشارات العملية الكيميائية التي تترجم طائفة واسعة من الروائح في انحاء بيئتهم ، ومن مصادر الروائح المستخدمة في التواصل الكيميائي البول والبراز واللعاب .
تزاوج الفيل الافريقي :
بالطبع وجود صغير الفيل الافريقي هو التزام جاد، فانثي الفيل الافريقي لديها اطول فترة حمل لاي من الثدييات الاخري ، فتحمل تقريبا لمدة تصل الي 22 شهر ، وتلد عجل صغير واحد كل 2 الي 4 سنوات ، وعند ولادتهم يزن الصغير حوالي 91 كيلوجراما ، وحوالي 3 اقدام طولا اي مترا تقريبا .
عند الولادة يكون العجل الصغير عاجز تقريبا وليس لديه اي قدرات كاملة تساعده الوقوف علي جذعه ، ولكن سريعا ما يستطيع الوقوف علي قدميه ، ويبدأ في اكتساب القوة والتنسيق اللازم في غضون ساعات لمواكبة امه التي تتحرك في جميع الانحاء المجاورة بحثا عن الطعام ، كما يظل الفيل الصغير في مرحلة مراهقة طويلة ، فمعدل نموه يشبه البشر كثيرا ، ولديه متوسط عمر طويل .
التهديدات علي حياة الفيل الافريقي :
من المعروف ان العاج الموجود لدي الفيل الافريقي هو امرا قيما للغاية لبعض البشر، والعديد من الفيلة قد قُتلوا لانيابها، وبالرغم من ان هذه التجارة غير قانونية اليوم ، الا انه لم يتم القضاء عليها كليا، بالعكس ارتفعت تجارة العاج غير الشرعية في السنوات الاخيرة، فاصبح شراء وبيع وارتداء العاج امرا شائعا ، والنتيجة ان تبقى بعض الفيلة الافريقية مهددة بالانقراض ، فمن المهم ان نتخذ خطوات في الحفاظ عليها من تهديدات كثيرة اخري مثل الصيد الجائر والزحف العمراني ، فهم يشكلان تهديدا كبيرا لبقائهم على قيد الحياة .
وهناك عدة طرق للمساعدة في دعم الفيلة الافريقية، ومنهم ان نشارك في السياحة البيئية، وبذلك يتم تعزيز الاقتصاد في افريقيا ، وتغيير نظرة السكان المحليين للفيلة فهم ينظرون اليهم علي انهم افات ولا يكترثون كثيرا لموتهم.
بالإضافة إلى ذلك، يمكننا ايضا المساعدة في توفير البيئة المناسبة للفيلة في الاسر ، فيجب تشجيع الحدائق علي خلق بيئات مماثلة بموطن الفيل الافريقي الاصلي ، فمثلا نخلق بيئة يستطيع فيها الفيل الافريقي ان لا يضطر للمغادرة كل سنة لايجاد مناخ دافئ .